قادت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمقاطعة بعض البضائع والشركات، ودون الدخول في تفاصيل المقاطعة التي انتقت بضائع معينة دون غيرها مع العلم أن كل الشركات تبيع بثمن موحد، لابد من التأكيد على أن الحملة التي انخرطت فيها فئات كثيرة انطلقت أصلا من صفحات يديرها شباب العدالة والتنمية، والمثير هنا أن المقاطعين لعدد من البضائع، والتي هي بالمناسبة مرتفعة الأثمان، لا يذكرون أن من فتح يد الصناعيين لرفع الأسعار هو عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق.
لا ينبغي أن يفوتنا بهذه المناسبة التذكير بأن الحكومة السابقة هي التي قامت بتحرير أسعار المحروقات، ودون أن تترك لنفسها حتى هامش المراقبة، الذي تحتفظ به كافة الحكومات في العالم، حتى بتنا أمام تحرير للأسعار لكن دون تنافسية، حيث تحدد هيئات الموزعين الأثمنة بفوارق بسيطة جدا.
ما نتج من ارتفاع للأسعار هو ناتج عن ضبابية الرؤية التي عاشتها الحكومة السابقة التي لم تكن تتوفر على تصور واضح لتحرير الأسعار، حيث أطلق العنان لأرباب الصناعة لكن دون أن يستفيد المواطن من هذا التحرير، فكيف يعقل أن يباع الحليب بثمن واحد في كل مناطق المغرب بينما الحليب الذي يصنع مثلا في الراشيدية لا يحتاج إلى مصاريف نقل كبيرة.
من جهة أخرى وصف محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية والقيادي في التجمع الوطني للأحرار، المقاطعين بالمداويخ، وهو التعبير الذي كان يستعمله بنكيران ضد بعض أبناء حزبه.