إذا كانت المقاطعة في "الفاسيبوك"ّ فقط، فلماذا كل هاذ صداع الرأس، مادامت الشركات تبيع نفس الكمية، بنفس الثمن، و تحقق نفس المداخيل والأرباح.
لماذا يشغل البعض نفسه في تكرار لازمة أن المقاطعة كاينة غير في "الفايسبوك"، وفي نفس الوقت يقول إن تأثير المقاطعة قليل جدا؟
و لماذا تخوّف هذه الشركات، أو تستعطف المقاطعين بأعداد العمال الذين تشغلهم، والذين أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من التسريح، ، و الكسابة الذين سيتوقف مورد رزقهم من بيع الحليب، و الأبقار التي سيبقى حليبها في ضرعها؟
هل يخافون على العمال أم على الكسابة أم على الأبقار أم على الأرباح؟
لماذا يتقمصون دور القط في تلاوة "بوكماخ" في قطعة أكلة البطاطيس؟
هل يعتقدون أن المقاطعين مجرد فئران؟
لماذا تحتقر ـ بعض الأقلام ـ المواطن إلى أدنى حد، من دون خجل رغم أن الإشهار الذي تنشره على صفحاتها يتصبب عرقا من الخجل؟
في هذه الحالة لا يفيد "كراء الأفواه" في شيء، ينبغي فتح قنوات التواصل، فالمواطن، أي مواطن، لا يضيره شيء أن يشرب ماء سيدي علي أو ماء الروبيني وحليب سنطرال أو الحليب تاع العبار أو أن يملأ خزان سيارته بكازوال إفريقيا أو طوطال أو شال..
المواطن المسكين المغلوب على أمره أنهكته الأسعار... يأمل أن تأخذ الشركات الوطنية، مثل "إفريقيا" و "سيدي علي" تراجع قدرته الشرائية، بعين الاعتبار، أن تخلق أجواء منافسة حقيقية مع شركات الأجنبية مثل "شال" و"طوطال".
هذا كل ما في الأمر، المواطن بلّغ رسالة، وينتظر جوابا من أصحاب القرار، لا حملة ضده، لمجرد أنه التجأ إلى أسلوب سلمي وحضاري في الاحتجاج، يموّلها الإشهار.
لا أحد يريد الإفلاس لا لـ " إفريقيا" و لا لـ "سيدي علي" و لا لـ "سنطرال ليتيير"، لأن لا أحد يستطيع أن يملأ الثقب الكبير الذي ستتركه في السوق، والانعكاسات الاجتماعية للإفلاس على العمال...
و لا أحد يريد لها أن تستسلم لكل رغبات المقاطعين، بل أن تقدم حدا أدنى من الحلول، ومقدار قليلا من الشروح إن اقتضى الحال...
وكفى الله المؤمنين شر القتال...