طه لمخير
لماذا اختار الزفزافي أن يحرق مراكبه في هذا الوقت بالذات وادعاء أن أحدهم وضع أصبعه في مؤخرته وآخر أدخل فيها العصى؟ هل كل من ادعى أمرا وجب تصديقه والتعاطف معه؟ هل من وضعت في مؤخرته عصا يكون قادرًا على المشي خطوة أو خطوتين دون أن تسيل منه الدماء ويحمل على وجه السرعة إلى المستعجلات؟ هل نسيتم ذلك الذي أخرجوا من مؤخرته قارورة غازية كيف أخرجت بشق الأنفس؟ هل أخرجها الجراح من دبره ثم قفز المريض واثق الخطوة يمشي ملكا؟
هل حدث وأن طلب الزفزافي كشفا طبيا لحالته الصحية تجاه ما يدعيه وتم رفض طلبه؟ لماذا انتظر كل هذه المدة ليعلن للرأي العام أنه تعرض لوضع العصا في المؤخرة بكل خسة؟
لماذا يتكالب المصطادون في الماء العكر على مثل هذه التصريحات لسلق الدولة بأقذع الأوصاف والانخراط في تيار من الافتراضات والتهم الستيريوتابية المستهلكة من قبيل الإيحاء بعودة الدولة إلى سنوات الرصاص وأن البصري قد بعث حيّا من قبره؟
انظروا كيف انبعثت جمعية الحرية الآن كأنها وقعت على صيد ثمين وما هي إلا جيفة تفوح منها رائحة عفنة رائحة الانتقام والنزعة الشخصية والفهلوة في اقتناص الفرص، ينتقمون لبوعشرين في عصا الزفزافي.
أم ترى الزفزافي يلجأ إلى أسلوب الصدمة والاستفزاز والمبالغة في الإثارة لإعادة تسليط الأنظار عليه بعد أن غطت عليه الأحداث المتلاحقة وانشغل الرأي العام بقضايا جديدة أسالت كثيرا من المداد وقذفت به الأمواج المتلاطمة إلى الخط الثاني من الاهتمام الإعلامي والمتابعة العمومية؟ أليس هذا نوعا من البوز الذي لا يختلف عن بوزات الفنانين والمشاهير هنا وهناك؟ أليس من الناس من يحب أن يُذكر حتى ولو باللعنات؟
ولماذا يطلبون من الدولة التعليق على تصريح كهذا؟ هل كل متهم في قضية أدلى بتصريح فاضح وجب على الدولة أن تتقدم للرأي العام ببيان أو بلاغ توضح فيه موقفها فيما لا يلزم فيه بلاغ؟ بل لا يصح فيه أن تبادر الدولة لذلك لأن ما يدور في المحاكم هو من شأن القضاء وحده وإذا اعترضت الدولة مجرى المحاكمة ببلاغ تكذيب أو نفي فإن هيبتها لا شك ستهتز في أعين المواطنين كما أنه افتئات صريح على المحكمة.
على الدولة أن تثبت ثبوت الجبال الراسيات ولا تكترث بالمرجفين في الناس والمغرضين وتترك التحقيق في ما يزعمه المتهم للقضاء الذي ينظر في القضية، وكفى تحريضا ونفخا في الرماد، فعندما تكون جرائم الاغتصاب ثابتة في حق المتهم وبالأشرطة الناطقة ينادون بقرينة البراءة وعندما يزعم أحدهم مجرد الزعم بأن عصا أدخلت في مؤخرته من طرف رجل أمن فإن تلك القرينة تتبخر وتتلاشى.
#الملكية هي الحل