السر تجدونه في ما تتضمنه وثائق المعاهدات والاتفاقيات ، فنحن لا نعرف ما في اتفاقية إيفيان لاستقلال الجزائر المفترى عليه لذلك فنحن ( الشعب الجزائري ) نعيش في ظلمة الأسرار التي تتضمنها اتفاقية إيفيان ، تفعل فينا فرنسا ما تريد ونحن نرى مواقف حكومة كراكيز الخشب التي من المفترض أن تكون حكومة جزائرية تقف ندا لفرنسا ومع ذلك فالدولة الفرنسية تعرف ما تفعل فهي دائما تتعامل مع الجزائر باحتقار ودونية ، في حين نحن نرى كراكيز الخشب الذين نعتبرهم حكومة جزائرية يتزلفون ويتملقون لفرنسا عدو الأمس ويعتبرون فرنسا دائما هي أرض الجنة الموعودة لأبناء النظام الجزائري وشياتيه وحفدتهم ، فلا يزال يحمل حبا وحماسة للدفاع عن الوطن الجزائري إلا الذين لا علاقة لهم بالحكام الخونة أعداء الشعب الجزائري وشياتي النظام ...
مرة أخرى نقول بالنسبة لقضية الصحراء : السر في ما تتضمنه وثائق المعاهدات والاتفاقيات فساكنة مخيمات الذل والعار بتندوف لا يعرفون ما تتضمنه اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة بين البوليساريو والمغرب عام 1991 ، لكن حكام الجزائر الخبثاء كما فعلوا مع الشعب الجزائري الذي خَدَّرُوه بالأكاذيب والتخاريف نفس الشيء فعلوه مع ما ساكنة المخيمات فهم قد لَـقَّـنُوا قادة البوليساريو دروسا في صناعة الأكاذيب ودروس الخبث والمكر والخداع وخيانة الأمانة ، وهكذا نجد البوليساريو اليوم قد خذل ساكنة المخيمات بالخطة الخبيثة التي بدأ حكام الجزائر تنفيذها منذ 2006 حينما أطلقوا " مصطلح " ما يسمى "بالأراضي المحررة " وتلقفتها البوليساريو وشرعت في الترويج لهذا المصطلح الأجوف الذي لا علاقة له بما جاء في اتفاقية وقف إطلاق النار فيما يخص الشريط العازل ، كما حاولت تنفيذ هذا الأمر مستغلة شساعة الشريط العازل وغفلة المينورسو وجهلهم بمضامين اتفاقية وقف إطلاق النار وخاصة البنوذ الخاصة بالشريط العازل بين الجزائر وموريتانيا من جهة والمغرب من جهة أخرى ، وهكذا تطورت الأمور حتى أصبح الجميع في حيص بيص ومنهم غوتيريس نفسه الأمين العام للأمم المتحدة الجديد وممثله الشخصي في المنطقة كوهلر ....
ومنذ ذلك الوقت وأجهزة البوليساريو بدافع من المخابرات العسكرية الجزائرية تتبجح بتحرير أراضي صحراوية من قبضة المحتل المغربي ، وكم صدَّعوا رؤوسنا بأفراحهم واحتفالاتهم بهذا النصر الكاذب خاصة في زمن بان كي مون وممثله في المنطقة المرتشي علانية المدعو كريستوفر روس ... الواقع أن بان كي مون وجد آخر فكرة استنتجها بيتر فان فالسوم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إذاك كوفي عنان وأصبح العالم مقتنعا بهذه الفكرة حول قضية الصحراء وهي :" ضرورة البحث عن حل يعتمد على الواقعية السياسية وروح التوافق " ، لقد فعل حكام الجزائر عكس ذلك بهدف إطالة أمد معاناة ساكنة مخيمات تندوف و الإمعان في تفقير الشعب الجزائري ... لقد مسحوا كل شيء بلغه فالسوم في بحثه الجاد ونبشه في كل الملفات المتعلقة بقضية الصحراء الغربية واطلاعه على حقائق النزاع بين الجزائر والمغرب ، واستنتج استنتاجه المذكور وهو :" ضرورة البحث عن حل يعتمد على الواقعية السياسية وروح التوافق " لأن هذا الشخص كان أكثر الذين تكلفوا بهذا الملف واقعيا ومنطقيا مع نفسه ومع المعطيات التي تصدح بين يديه واستنتج أنه يستحيل إنشاء دويلة أخرى في تلك المنطقة ، إضافة أنه كان يهتم اهتماما كبيرا بوضع حد لمعاناة ساكنة مخيمات تندوف ، لأنه انطلق في عمله بأن وضع نصب عينيه حل معضلة هذه الفئة البشرية المتشردة والتي تعيش في فيافي صحراء لحمادة والتي يتحمل مسؤوليتها بومدين لأنه هو الذي نقلها بشاحناته العسكرية واحتجزها في مخيمات سُميت مخيمات للاجئين وما هم بلاجئين ، لأن منظمة غوث اللاجئين لم تقم بعملية إحصائهم إلى اليوم لأن الجزائر تمتنع عن ذلك لأن الجزائر لاتعتبرهم لاجئين فهم شعب لهم دولة ، وإن قبلت اعتبارهم لاجئين فستقع في تناقض مع نفسها فهل هؤلاء القاطنين بمخيمات تندوف شعب له دولة أم مجرد لاجئين فارين من ظروف تعرض حياتهم للخطر ؟ وإن كانوا شعبا له دولة فأين هي هذه الدولة وما هي مقوماتها ؟ . بعد نيتر فان فالسوم أعاد حكام الجزائر القضية للرقعة الأولى في لعبتها لمعاكسة المغرب المجانية وشرعت في تسمين الممثل الجديد للأمين العام للأمم المتحدة المدعو كريستوفر روس الذي ملأ هو بدوره عيون بان كي مون برمال الصحراء حتى أصبح أعمى يقوده روس وحكام الجزائر إلى أن سقط المسكين في حفرة ضحك عليه العالم وافتضح جهله المطبق بحيثيات الملف ، ذهب روس بأموال الشعب الجزائري ، وذهب بان كي مون إلى المجهول وضاعت للشعب الجزائري أموال طيلة عشر سنوات كانت ستحل معضلات عميقة في التنمية الاجتماعية لا يمكن تداركها اليوم ولو بلغ سعر النفط 200 دولار .
أولا : نحس زعيم البوليساريو إبراهيم الرخيص :
ما أكثر أعضاء البوليساريو الذين يتشاءمون من إبراهيم الرخيص وفترة رئاسته ، فمنذ خلافته لعبد العزيز المراكشي والمصائب تتوالى على البوليساريو و في مقدمتها أن حكام الجزائر قد عقدوا العزم على طرد البوليساريو من تندوف نحو الشريط العازل مما يعني رَمْيُهُمْ في المجهول ، ومن علامات نحس إبراهيم الرخيص العودة المظفرة للمغرب إلى الاتحاد الافريقي ومنها أن في عهده برز المغرب كظاهرة اقتصادية غزت معظم دول إفريقيا في الوقت الذي يتهاوى الحليف الجزائري نحو الدرك الأسفل من الحضيض الاقتصادي والمالي ، وفي اليوم الذي اشتدت فيه أزمة البوليساريو مع الأمم المتحدة مات أحمد البخاري الذي كان يمثلها في أروقة الأمم المتحدة وأصبحت البوليساريو اليوم خرساء بدون آلة للكذب والبروباغاندا الخرافية ( قيل قد خلفه في منصب الأكاذيب الأممية المدعو امحمد خداد الموريتاني الأصل و منسق البوليساريو مع المينورسو )، هذا غيض من فيض نحس إبراهيم الرخيص المحروم من زيارة بعض الدول وخاصة إسبانيا لأنه مبحوث عنه بسبب جريمة اغتصاب امرأة صحراوية شوهت سمعته شرقا وغربا ...
ثانيا : وَضْعُ حجرة في صبّاطٍ تُكَلِّفُ الدولة الجزائرية مئات آلاف ملايير الدولارات :
تتداول وسائل الإعلام الجزائرية والمغربية والعالمية أخبارا عن طرد البوليساريو من تندوف هل هو تصحيح لبعض أخطاء حكام الجزائر ( أعداء الشعب الجزائري ) وعلى رأسهم بومدين ؟ فسيناريو طرد البوليساريو من تندوف هو أحد الحلول الحتمية الكثيرة جدا والمفروضة والضرورية على النظام الجزائري أن يعجل بتنفيذها للتفرغ للوضعية الاقتصادية والاجتماعية الداخلية التي لا تزداد إلا تفاقما ... سيناريو طرد البوليساريو من تندوف هو تصحيح خطإ فظيع وحركة هوجاء وحماقة مجانية ومستهترة بالواجبات المؤكدة والضرورية على أي رئيس دولة تجاه شعبه ، بل هي أولوية من أولويات حقوق الشعب الجزائري المستعجلة خاصة بعد الاستقلال ألا وهي تسريع وثيرة تنفيذ ضروريات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبحث عن سبل الرقي بالمعيشة للشعب ، لكن ما حدث هو العكس تماما فهواري بومدين قد ضيع بحركته الحمقاء وتدخله الأرعن في الشؤون الداخلية لبلد جار وهو المغرب ، لقد ضيع بذلك بومدين على الشعب الجزائري 56 سنة من تاريخه من أجل تحقيق هدف استراتيجي خبيث وهو :" إبقاء الجزائر في حضيض التخلف السياسي والفكري الذي تولد عنه تخلف اقتصادي واجتماعي يعاني منه الشعب الجزائري ، ولتحقيق الاستراتيجية المذكورة ، قام بومدين بمحاولة تحقيقِ هدفٍ في إطار تحقيق الاستراتيجية وهي حركته الرعناء التي قام بها مع عساكره وتتمثل في وضع حجرة في صبّاط الجار المغربي كما ادعى وذلك بافتعال نزاع مع المغرب في الصحراء !!!! تأملوا وتصوروا معي درجة تفاهة تفكير حكام الجزائر عسكر ومدنيين ، وَضْعُ حجرة في صبّاطٍ تُكَلِّفُ الدولة الجزائرية مئات آلاف ملايير الدولارات وضياع مئات الآلاف من مشاريع التنمية الاجتماعية الأساسية التي لا تقدر اليوم بثمن وذلك طيلة 43 سنة من السعار الجنوني والتيه في شوارع الأكاذيب والتخاريف وتزوير التاريخ ، لقد كان بومدين يفكر بوسخ أظافره حينما أمر بالتدخل في قضية الصحراء عسكريا في البداية واستمر الذين جاءوا بعده دبلوماسيا إلى اليوم ، وكان الجنرالات خلال 43 سنة يهتمون بنفخ كروشهم التي تدلت حتى كادت تمسح الأرض ، هؤلاء هم حكامك أيها الشعب الجزائري ، ففي الحقيقة يبقى العدو الأول لحكام الجزائر هو الشعب الجزائري وليس المغرب ، لأن حكام الجزائر كانوا لا يعملون إلا ضد المصالح العليا للشعب الجزائري طيلة 56 سنة ولايزالون ، أما الشعب المغربي فقد استغل القضية لِـيَــبْنِي وطنه بهدوء وروية طيلة 43 سنة ، أما حكام الجزائر فقد رَكِبَهُمْ وسواس قضية الصحراء الغربية حتى اختلطت عليهم الأمور واعتبروها قضيتهم الوطنية الأولى وأهملوا قضايا الشعب الجزائري التنموية المُلِحَّة وهم على استعداد لطرد الشعب الجزائري ذات يوم بطريقة مباشرة ، لأنهم اليوم يدفعون شباب الجزائر إلى ركوب قوارب الموت و تسهيل عمليات الهجرة السرية عبر البحر وهي طريقة غير مباشرة لإفراغ الجزائر حتى لا يبقى فيها سوى " شعب النظام " كما قلنا في مقال سابق ...
فهل بدأ تنفيذ سيناريو طرد البوليساريو من تندوف لتصحيح خطإ "حجرة في صباط المغرب " ؟ أم أنها مجرد مناورة أخرى للتمويه على الشعب الجزائري قبل غيره ؟
وقد يكون هذا الأمر سببا لبداية حل لهذا النزاع بعودة الأغلبية الساحقة من المحتجزين في مخيمات الذل بتندوف إلى وطنهم المغرب ، وإن غدا لناظره لقريب ...
ثالثا : لماذا تنفي البوليساريو ما كانت تفتخر به وهو إعمار أراضي شرق الجدار المغربي ؟
في الحقيقة لم تعش البوليساريو طيلة 43 سنة أحلك يوم من أيامها السوداء بقدر ما تعيشه هذه الأيام من غموض مستقبلها الأكثر سوداوية ، إنها تجني ما خطط لها حكام الجزائر الخبثاء ولا يزالون يسوقونهم كالبهائم لينفذوا ما يخططون لهم ، كان حكام الجزائر أيام البحبوحة المالية يشترون ذمم رؤساء بعض الدول للاعتراف بالبوليساريو ، واليوم وبعد أن فرغت خزينة الدولة الجزائرية وقامت الجماهير الشعبية الجزائرية بمظاهرات ووقفات احتجاجية بعد أن أعلن تكتل من 14 نقابة جزائرية مستقلة بقطاعات التربية والصحة والوظيفة العمومية والاتصالات والجماعات المحلية، عزمه خوض إضراب عام، يوم الأربعاء 4 ابريل 2018 ، مع تنظيم العديد من الاعتصامات ، وبعد أن هَـبَّتْ الجماهير الجزائرية في وجه حكامها تطالب بحقوقها المهضومة بل المسروقة طيلة 56 سنة ، ها هم حكام الجزائر يستعدون لبيع قضية الشعب الصحراوي وبأبخس ثمن وبطريقة الأنذال الكبار والبداية بطرد البوليساريو من تندوف ليدفعونهم إلى الشريط العازل بين الجدار الأمني المغربي وحدود كل من الجزائر وموريتانيا لمواجهة المغرب مباشرة ، ولا نزال نتذكر خطب الحماسة التي كانوا يتبجحون فيها بالأراضي المحررة واستعدادهم لإعمارها ... وحيمنا تحرك المغرب واستنكر تغيير الوضع الموصوف والمُوَثَّقِ كِتَابَةً في معاهدة اتفاقية وقف إطلاق النار لعام 1991 وبدأ اتصالاته بالدول العظمى ويشرح لها بنود الاتفاقية وخاصة ما يتعلق منها بمفهوم الشريط العازل ، هنا بدأ البوليساريو ينفي أنه خرق الاتفاقية وليست له نية الخروج إلى الشريط العازل .... فلماذا تنفي البوليساريو ما كانت تفتخر به وهو إعمار أراضي شرق الجدار المغربي ؟ فبالعودة إلى حوالي عشر سنوات خلت أي منذ عام 2006 تبين أن المينورسو أصابها التراخي واللامبالاة وربما أشياء تدخل في باب ما يحترفه حكام الجزائر وخاصة شراء الذمم ، منذ ذلك التاريخ بدأت وسائل الإعلام الجزائرية تتداول مصطلحا جديدا وهو " الأراضي المحررة " وتعني بذلك الشريط العازل بين المغرب والبوليساريو والمنزوع من السلاح والممنوع من الدخول إليه تفاديا لكل استفزاز يجر أحد الطرفين لاستغلال ذلك وإخلاء مسؤوليته إذا ما رد عسكريا ، واستمر حكام الجزائر يشجعون البوليساريو على دخول تلك المنطقة ، وأصبح عدد المتسللين إلى الشريط العازل يتكاثر بعد انقلاب الموريتاني محمد ولد عبد العزيز عام 2008 على الرئيس المنتخب عام 2007 سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الذي يعتبر أول رئيس مدني في تاريخ موريتانيا ، فكانت كل تلك الظروف عاملا ساعد على انتشار الفوضى في الشريط العازل ... السؤال متى قامت حرب بين البوليساريو والمغرب بعد توقيع اتفاقية 1991 لوقف إطلاق النار وحررت البوليساريو بعد هذه الحرب تلك الأراضي من الوجود العسكري المغربي ؟ ثم هل يمكن للجيش المغربي أن يتخلى عن تلك الأرض بعد أن استولى عليها عسكريا دون مقابل وهي " شروطه الموثقة في الاتفاقية " وعلى رأسها ضرورة أن تبقى تلك الأرض شريطا عازلا ومنزوعا من السلاح بين قوات الطرفين وهو ما ظل ساري المفعول إلى سنة 2006 ؟
كم صدع البوليساريو رؤوسنا بتحرير أراضيه من الاحتلال المغربي وأصبحت له مُدُناً وقرى ونشاطا اقتصاديا في تلك الأراضي المحررة بل وجيوشا وعساكر ونشر صور صواريخه الموجهة في اتجاه الجدار الأمني المغربي ، اليوم عاد ليتبرأ من كل أفعاله أمام الأمم المتحدة لأن المغرب أخذ كل تلك الأنشطة للبوليساريو في المنطقة المنزوعة السلاح على محمل الجد وكَـشَّرَ عن أنيابه للهجوم على الذين يحاولون تغيير الوضع في الشريط العازل ، اليوم أصبح البوليساريو وهو ينتظر إصدار مجلس الأمن لقراره السنوي كل شهر أبريل ، أصبح ينكر بل ينفي أنه خرق الشريط كما أنكر افتخاره بوصول جيشه إلى المحيط الأطلسي ، فهل يستطيع البوليساريو أن ينفي أن أول قرار اتخذه غوتيريس الأمين العام الجديد للأمم المتحدة هو ( قرار شديد اللهجة بالانسحاب الفوري من منطقة الكركرات ) ... في ذلك الوقت عاد المغرب بسرعة إلى غرب الجدار وبقيت بعض حثالات البوليساريو تلهو لهو المراهقين بمنطقة الكركرات ولم تنسحب حتى جاءها الأمر من أسيادها جنرالات الجزائر فانسحبوا صاغرين وكذبوا على ساكنة مخيمات تندوف بأنهم لم ينسحبوا بل فقط أعادوا الانتشار ... فهل سيكذبون اليوم ونحن في أبريل 2018 مرة أخرى حينما سيتلقون – بدون شك - تحذيرات شديدة اللهجة لأن المغرب قدم صورا بالأقمار الاصطناعية تؤكد أنهم مجرد لُعْبَةٍ يتلاعب بها حكام الجزائر ، فمرة يدفعونهم نحو شمال الشريط ومرة نحو جنوب الشريط في مناورات صبيانية يفتخرون بها مرة ويعمدون إلى نفي ذلك على الأمم المتحدة و المينورسو هذا الأخير الذي لا حول له ولا قوة لأن عدد مكوناته العسكرية قليل جدا جدا بالنسبة لشساعة المنطقة .. فلماذا تنفي البوليساريو ما كانت ولا تزال تفتخر به وهو إعمار أراضي شرق الجدار المغربي ؟ الجواب : لأن البوليساريو مجرد بيادق تحركهم أيادي حكام الجزائر واليوم سقطوا في خيبة أمل سيندمون عليها طيلة حياتهم ... لقد دفعوهم وتركوهم لقدرهم مع المنتظم الدولي الذي لن يرحمهم ...باختصار لقد ضحكوا عليهم في أيام الحداد على موت ممثلهم بالأمم المتحدة المدعو البخاري أحمد الذي مات في أحد مستشفيات إسبانيا بعد صراعه مع مرض عضال ومع ذلك كان يبعث رسائل تصل إلى الأمين العام للأمم المتحدة حتى في يوم وفاته فلعله أرسلها من قبره ، ألا يراسل بوتفليقة الملوك والرؤساء ويراسل وزراءه وجميع الهيئات والمنظمات الدولية والمحلية وهو على كرسي متحرك لم يسمعه الشعب الجزائري منذ أربع سنوات أو أكثر ؟ لانستغرب إن سمعنا خبرا يقول بأن عبد العزيز المراكشي قد بعث رسالة من قبره إلى الأمين العام للأمم المتحدة الجديد يعترف له فيها بجرائمه في حق ساكنة مخيمات تندوف التي سيحاسبه عليها رب العالمين.
رابعا : كانت البوليساريو تفتخر بوهم ( الأراضي المحررة ) واليوم ستتجرع مرارة الحقائق :
الحقائق هي الخرائط الموثقة في الاتفاقية المبرمة بين الطرفين المغرب والبوليساريو وكذلك ما هو موثق بالحرف في اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة بين الجانبين عام 1991 وليس ما يخترعه و يتلاعب به حكام الجزائر من مفاهيم الكلمات والمصطلحات ( لاوجود لها إلا في أمخاخهم فقط ) عسكر ومدنيين ( أراضي محررة – الاحتلال المغربي – تقرير مصائر شعوب العالم - النضال - بشائر النصر قريبة الخ الخ الخ ...) ، لقد دفعوا البوليساريو بالأكاذيب والتخاريف وتزوير الحقائق وشراء ذمم بعض الرؤساء المغفلين خصوصا في إفريقيا حتى صدق البوليساريو أنهم حرروا تلك الأرض التي تسللوا إليها بتواطؤ المينورسو وكذلك حكام موريتانيا ، لأنه لولا تورط هذين العناصر بغض الطرف عن تسلل البوليساريو بعيدا نحو جنوب الشريط العازل لما انكشف أمر الخرق السافر لأحد بنود اتفاقية وقف إطلاق النار وهو البند الذي يحدد ( المنع الصريح لدخول ذلك الشريط المنزوع السلاح ) ... لقد كانت البوليساريو في البداية تـتحجج بشرود بعض الإبل إلى ذلك الشريط ثم بعد ذلك أصبحت تلك الإبل بين عشية وضحاها أبطالا حررت تلك الأرض وهي اليوم تقترب جدا من شرق الجدار الأمني المغربي ... وقد كانت قضية الكركرات هي القشة التي كسرت ظهر البعير وملخصها أن المغرب حاول في غشت 2016 تعبيد قطعة من الطريق طولها ثلاثة كيلومترات ونصف تفصل بين المركز الجمركي الحدودي للكركرات المغربية و المركز الجمركي الحدودي الموريتاني مما اعتبرته البوليساريو وجنرالات الجزائر خرقا لاتفاقية وقف إطلاق النار لعام 1991 ، ومنذ ذلك التاريخ التزم حكام الجزائر والبوليساريو بتصعيد المواقف ضد المغرب ولا يزالون ، ورغم ذلك وفي نفس الفترة فإن المغرب كسب رهانات كثيرة منها عودته للاتحاد الإفريقي في بداية عام 2017 رغم المكائد والمؤامرات والمناورات التي تكبدت خسائرها الدولة الجزائرية من قُـوتِ الشعب الجزائري المغبون ، ذلك بالإضافة لاستمرار الغزو الاقتصادي والتجاري المغربي لدول إفريقيا عامة في الشرق والغرب والجنوب ..
إذا تحرك حكام الجزائر وبيادقهم مرتزقة البوليساريو فلا يحصدون إلا البوار والخسران المبين ، أما المغرب فيتحرك ببطء وروية ورجاحة عقل يقنع بها حتى خصومه . و مؤخرا في الحركات البهلوانية التي تمارسها البوليساريو في أبريل 2018 سترى البوليساريو أنها ستخسر أكثر مما خسرته في السابق لأن هذه المرة كانت مغامرتها غير محسوبة العواقب لأن من خطط لهذه المغامرة هم أعداء الشعب الجزائري قبل أن يكونوا أعداء الصحراويين والشعب المغربي إنهم حكام الجزائر الخبثاء ولقد بدأت بوادر السخط الشديد على البوليساريو من طرف الأمين العام الجديد وظهر ذلك في تقريره الأخير المرفوع على مجلس الأمن ، هذا التقرير الذي وضع البوليساريو في حجمهم الحقيقي أي أنهم بيادق مسخرين في يد حكام الجزائر ، ولا شك أن مجلس الأمن سيتشدد مع البوليساريو في أمر خروجهم من تندوف ودخولهم الشريط العازل وسيأمرهم بصرامة أن يعودوا من حيث جمعهم بومدين أي أن يعودوا على مخيمات الذل بتندوف ...
عود على بدء :
في الحقيقة لا ندري سبب هذه الزوبعة بين الجزائر والمغرب ، فربما تكون بين طياتها حلا لساكنة مخيمات تندوف كفرصة لاختيار العودة إلى الوطن الأم لكن بطريقة غير مباشرة ، فمثلا سنتصور الأمر كالتالي :
1) ضجة إعلامية وتصعيد عالي الشحنة بين الجزائر والمغرب .
2) بروز مؤشرات حرب بين الجزائر والمغرب بعد طرد البوليساريو إلى الشريط العازل .
3) إذن خرج الصحراويون الذين كانوا في مخيمات تندوف من أراضي الجزائر. وأصبحوا في أرض مغربية لأنها تابعة لما كان يسمى بالصحراء الغربية في زمن الاستعمار الاسباني .
4) دخول الجيش المغربي بحجة تحرير هؤلاء الصحراويين الذين كانوا محتجزين في مخيمات تندوف وهم اليوم على أرض مغربية مثل بئر لحلو تيفاريتي مهريز وغيرها من المناطق شمال الصحراء المغربية .
5) سكوت حكام الجزائر باعتبار أن الأمر هو بين المغرب والبوليساريو .
6) سنسمع عن بعض الاشتباكات الشكلية الخفيفة لتبرير وجود جيش صحراوي منهزم .
7) الشروع في تنفيذ عودة أولئك الذين حملهم بومدين في شاحنات عسكرية إلى تندوف قبل 43 سنة ، الشروع في إعادتهم لوطنهم المغرب عبر شاحنات عسكرية لكن هذه المرة شاحنات مغربية .
8) لا بد أن يكون هذا الأمر بعد مفاوضات سرية بين الجزائر والمغرب التي تأخرت 40 سنة ، لأننا بُعَيْدَ موت بومدين سمعنا وقرأنا عن ترتيبات كانت جاهزة للقاء سري بين بومدين والحسن الثاني في اتفقا على تحديد تاريخه في بداية عام 1979 لكن بومدين توفي في 27 ديسمبر 1978 ولم تشأ الأقدار أن يتم هذا اللقاء ، أما الذين جاؤوا بعد بومدين فقد جعلوا من عداوة المغرب وكراهيته ركيزة أساسية ليرضى عنهم الحكام الحقيقيون الذين يحكمون الجزائر من وراء حجاب .
تشنجت الأعصاب أكثر في نهاية مارس وبداية أبريل 2018 بين الأطراف الثلاثة الجزائر والمغرب والبوليساريو ، لكن تقرير الأمين العام الأخير الذي قدمه لمجلس الأمن يوم 04 أبريل 2018 نشتم منه رائحة ما ورد في آخر قرار لبيتر فان فالسوم الذي اشتهر باستنتاجه المشهور :" ضرورة البحث عن حل يعتمد على الواقعية السياسية وروح التوافق " ...
إن حكام الجزائر اليوم يجدون أنفسهم مرة أخرى في مأزق لا يحسدون عليه : فإما أنهم لا يُضَيِّعُونَ هذه الفرصة للتخلص من ورم خبيث عاش على ظهر الشعب الجزائري طيلة 43 سنة ويعملوا على مشاركة المغرب في سيناريو محكم مضبوط لإعادة ساكنة مخيمات تندوف إلى وطنهم ، لكن بشرط أن تكون عودة تحت ضمانات دولية وباحترام تام لكرامتهم وحقوقهم الإنسانية التي لا نظن أن أهاليهم الذين لم يغادروا الصحراء أبدا لا يرضون لهم عودة مذلة ، وإلا سيكون المغرب في تعامله مع مواطنيه الصحراويين العائدين مثل تعامل حكام الجزائر معهم أيام كانوا على أرض تندوف الجزائرية ....
لن يمنعني أحد أن أحلم بانتصار الشعب الجزائري في انتفاضة كل مكوناته مؤخرا بأن تكون لها نتائج تحقق الرفاهية للشعب الجزائري ، كما لن يمنعني أحد أن يتحقق حلم عودة مساجين مخيمات تندوف إلى وطنهم الأم عودة تضمن لهم المحافظة على كرامتهم ...
أرجو أن يتحقق هذا السيناريو وأن لا يُضَيِّعَ حكام الجزائر هذه الفرصة لأنهم اشتهروا بتضييع الفرص طيلة 56 سنة من الحكم ... في الحقيقة حكام الجزائر لا يضيعون الفرص لكن الفرص تضيع على الآخرين بتنازع حكام الجزائر على الغنائم وخاصة غنيمة كرسي الرئاسة ...
اللهم اعمي بصيرة قايد صالح والبشير طرطاق وسعيد شنقريحة وعبد القادر مساهل وأحمد أويحيى وكل الذين يتربصون بالجزائر شرا ....
سمير كرم