في هذا الحوار مع مصطفى يخلف، المهتم بالشؤون الصحراوية، يتحدث عن مناورات خصوم الوحدة الترابية، وكيف أصبح شهر أبريل من كل سنة، شهر التشويش ضد المغرب. ويضيف المحامي بهيئة أكادير، أن الحل العقلاني والأنسب للأزمات المفبركة من طرف خصوم المغرب هو تقوية الجبهة الداخلية وتوحيد الصف والاستفادة من عودة المغرب لعائلته الأفريقية.
+ هل نحن أمام تهديدات جدية، أم تحركات شهر أبريل كما ألفناها منذ سنوات؟
- يعتبر ملف الصحراء المغربية والنزاعات المفتعلة بخصوصه من طرف خصوم المملكة من الجيران أو القوى الاقتصادية والسياسية العالمية، غير مطمئنة للنهضة الناعمة التي يسير على منهجها المغرب محليا وإقليميا ودوليا، والتي يعالجها المغرب بكثير من التوازن والوسطية في المواقف والحكمة عند اتخاذ القرار.
ولعل عادة أبريل من كل سنة أصبحت سُنة وأمل المنقلبين على الشرعية الدولية والممتعضين من حقوق المغرب التاريخية على أرضه، وأخذوا ينتظرون مناسبتها، على أحر من الجمر، 11 شهرا، ليتفننوا خلال شهر أبريل من كل سنة بأساليب مبتكرة بغاية التشويش على مجلس الأمن والقرار المزمع اتخاذه بخصوص طبيعة النزاع ودور بعثة الأمم المتحدة المنشأة منذ سنة 1991، وكذا دعوة الأطراف للتعاون التام واتخاذ الخطوات اللازمة لضمان أمن موظفي الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها.
المغرب مشهود له بالثبات في المواقف والجرأة في الطرح والإصرار على معالجة ملف الصحراء بكل الطرق الودية ومسالك الأمم المتحدة الحبية، انطلاقا من واقعية وطبيعة النزاع المتمثلة في كون المغرب في صحرائه والصحراء في تراب المغرب، والوطن غفور رحيم لكافة المواطنين الصحراويين المغرر بهم في زمن الغفلة الإيديولوجية المتصلة بنظام الثنائية القطبية وتأثير المعسكر الاشتراكي على عقلية جيران المغرب المتخلفين عن ركب الحداثة والديموقراطية والانفتاح على العالم اقتصاديا وسياسيا وفكريا وإنسانيا.
وقد شكل الدعم الدائم لكافة أجهزة الأمم المتحدة للحل السياسي الرامي إلى إيجاد تسوية ودية لقضية الصحراء عقدة للخصوم الراغبين في تحويل المنطقة إلى بركة دم بين الإخوة المغاربة، لتبرير غطرسة الطمع في ما هو غير مستحق لهم من تراب المملكة الثابت عبر التاريـخ، والمتجلية في التناسل البشري بين مكونات الشعب المغربي والارتباط السياسي والديني والفكري لأبناء الجنوب مع سدة الحكم وكافة مؤسساته السياسية.
+ ما هي تداعيات هذه التحركات وقرع طبول الحرب في المنطقة؟
- مع كل مناورة مبتكرة من خصوم المملكة بغاية عرقلة مسارها التنموي وتلجيم طموحاتها الإقليمية والدولية إلا وتتعقد العلاقات الثنائية المغربية الجزائرية والمغربية الموريتانية، التي يفترض أن تؤسس على حسن الجوار واحترام السيادة والتعاون من أجل تحقيق حلم المغرب العربي الكبير، خدمة لشعوب الدول المغاربية الخمسة.
ونظرا لكون المغرب اختار مسار الانفتاح الاقتصادي وأعلن تشبثه بقاعدة التشارك والبناء، جنوب جنوب على أساس مبدأ رابح رابح، وهو الاختيار والقاعدة اللتين لا تخدم الخصوم لاعتبارات عديدة، منها هشاشة النظام السياسي الجزائري وضيق أفق تطوير المؤسسات والاستفراد بالسلطة وفقدان الشعب الثقة في قرارات النظام، وهي عوامل تجعل من أي مطالب خارج الحدود الجغرافية المستحقة بمثابة فرقعات سياسية لا قيمة لها بالمنتظم الدولي، والتي يقابلها قوة وجدية حقوق المغرب المرتبة بأراضيه الممتدة إلى تندوف، والتي تتخوف الجارة الجزائر من أن تصدم في يوم من الأيام من الحقيقة التاريخية التي قد تتحول إلى حقيقة واقعية ولربما بإدارة ساكنة تندوف قاطبة تنزيلا لمقولة: أن الدم لا يمكن أبدا أن يتحول إلى ماء، وعينة دم المغاربة واحدة في الكون لا تقبل الاختلاط طال الزمن أم قصر.
لذا فإن ألاعيب الخصوم من الجيران قد يكون لها عليهم ما لا يتحملونه من تداعيات إنسانية واقتصادية واجتماعية، ستنعكس عليهم قبل غيرهم وسيحترقون بنارها الموقدة ببغضهم وحقدهم وتنكرهم للتاريخ وفصل أهل الخير عليهم من المغاربة والمملكة وقت الشدة والرخاء.
+ في نظرك ما هي السيناريوهات الممكنة خلال شهر أبريل الجاري؟
- الجبال لا تحركها الرياح العابرة وهناك مؤامرات ضد ما يحاك شهر أبريل من كل سنة والتي لا يترك للمغرب والمغاربة إلا مزيدا من العزيمة واليقين بحقوقهم التاريخية والثابتة على أراضيهم.
الحل العقلاني والأنسب للأزمات المفبركة من طرف خصوم المغرب هو تقوية الجبهة الداخلية وتوحيد الصف والاستفادة من عودة المغرب لعائلته الافريقية والشراكات الاستراتيجية مع الاتحاد الأوربي والصين وتعزيز علاقته مع روسيا ودول امريكا اللاتينية وفق توازنات اقتصادية وسياسية معقلنة.
المغرب اختار الحل السلمي، وجاهد من أجل تعميم فلسفته وإقناع العالم بنتائجه ونعمه على طرفي النزاع.. لذا فلا محيد عن هذا المنهج الوسطي والمعتدل المؤسس على الواقعية واحترام الآخر، انطلاقا من قاعدة رابح رابح.