جميل للغاية أن تهتم قطر بالشأن السياسي المغربي، وأجمل من ذلك أن تستدعي المعطي منجب حتى الدوحة لكي يدلي بدلوه في هذا الشأن، ولكي يعطي عزمي بشارة ومن معه في « العربي الجديد » بتمويل رسمي قطري، دروسا موجهة إلى الرباط عبر الدوحة ومال الدوحة في شؤون الديمقراطية وما إليه.
وجميل أيضا أن نرى هذا الاهتمام القطري بديمقراطيتنا الوليدة والناشئة والحديثة والتي ابتدأت على كل حال قبل سنة 1996 بكثير، لأن في اهتمام أشقائنا القطريين بهاته الديمقراطية المحلية دليل انتباه لنا، وانشغال بحالنا، ورغبة في رؤيتنا ونحن نمارس الديمقراطية ليل نهار وأربعا وعشرين ساعة في اليوم
كل هذا جميل ولا يمكن للمتتبع المحايد إلا أن يصفق له باليدين معا وربما بالرجلين إذا اقتضى الحال، لكن سيكون فعلا أجمل من كل هذا لو أن قطر وسعت دائرة اهتمامتها بالمغرب لكي تشمل ترابه. وعوض أن تنظم الندوات هناك في الدوحة لكي تتيح للمشاركين تذاكر السفر وتذاكر الفنادق وتعويضات عناء التنقل نحن نفتح ترابنا الوطني هنا في قلب الرباط لأجل مناقشة شؤوننا المحلية، لأننا نعاني من بعض الحساسية في مناقشة شؤون داخلية مغربية على أرض أجنبية وإن كانت شقيقة أو عزيزة مثل قطر
المغاربة يفضلون نشر غسيلهم الداخلي في قلب المملكة، ويعتبرون أي فضولي تدخل في أمورهم الداخلية معتديا عليهم. والمغاربة للإشارة لايشبهون كثيرا في طباعهم غيرهم من الأمم. هم نسيج وحدهم، واستثناؤهم صنعوه من فسيفساء شكلتهم منذ قرون عديدة، وجعلتهم أمة حقيقية، لايمكن أن تقارن ولو على سبيل المزاح بالطارئين والمحدثين ومن نبتوا فجأة من قلب العدم
لذلك رجاء صغير لأهلنا في قطر: المرة القادمة إذا أردتم مناقشة شأن مغربي ما، تعالوا إلى عاصمتنا أو إلى أي مدينة من مدننا وناقشوه، لاإشكال لدينا إطلاقا، فنحن أهل الانفتاح ونحن من لقننا الكل دروس تقبل الاختلاف وعدم الغيظ حين المعارضة أو ماشابه
هل صار بالبال « طال عمرك »؟