وها لحظة الجد في الموضوع الذي لا هزل فيه قد حانت.
عندما يتعلق الأمر بصحرائنا المغربية، وعندما يتعلق الأمر بتراب وطننا، وعندما يتعلق الأمر بأي مساس كيفما كان نوعه بوحدتنا الترابية نهب جميعا وبالصوت الواحد لكي نقولها :مستحيل
المغاربة الذين يعتبرون الدفاع عن أرضهم وعرضهم أولوية الأولويات اليوم كلهم يتصدون للاستفزازات الخطيرة التي تقوم بها الجزائر عبر البوليساريو لوحدة هذا الوطن، ويعرفون أن هذا اللعب بالنار خطير، لكن يعرفون أيضا أنه إذا كان لابد مما ليس منه بد فليكن
لا شيء لدينا في هذا الوطن أغلى من هذا الوطن بالتحديد، لذلك نعتبر أرواحنا وممتلكاتنا رخيصة أمامه، ولذلك وكلما مسته ريح نسيم وإن خفيفة، أو رأينا لعبا من وراء الستار سواء من الكبار أو من الأقزام إلا وكنا في المقدمة للصراخ « حمى الله المغرب العظيم»
هذه الحكاية المغربية في نا جميعا قديمة، وهي تعلو على كل الاختلافات العابرة، وتسمو فوق جميع تناحراتنا اليومية البسيطة
هي الإسمنت المسلح الذي يجمعنا ببعضنا البعض، وهي علامة تمغربيت الأولى والأساسية فينا، لذلك على الأمم المتحدة أولا وعلى الجزائر ثانيا أن يفهما ويستوعبا الكلام المغربي جيدا هاته المرة: جهة ما يجب أن تتحمل مسؤوليتها لئلا تنجر المنطقة كلها إلى مالاتحمد عقباه: إمام الأمم المتحدة من خلال إجبار الجزائر على درء مفسدتها المسماة البوليساريو، وإما المغرب وهو بلد قادر على ضمان أمن وأمان أي شبر من ترابه الوطني، وقد قالها الذين سبقونا ونقولها اليوم وسيقولها من سيأتون بعدنا: المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها، وما على من يريد تجريب إيماننا بهذا القول إلا التمادي، ولن يرى من المغاربة إلا ماتعود عليه باستمرار.