لم يجد أسامة الخليفي، أحد الوجوه البائدة لحركة 20 فبراير، ما يطلع به على الرأي العام، هذه الأيام، سوى محاولة إعادة غشاء البكارة لـ "مصداقيته" التي تآكلت على جدار الإصلاحات المتوالية التي عرفها المغرب، والتي توجها تسيلم مفاتيح السلطة التنفيذية لمنْ بوأته صناديق الاقتراع المرتبة الأولى.
أسامة الذي نفضته 20 فبراير كما يُنفض الغبار، يجتهد من أجل تقديم نفسه، كشخص مهم، حاول القصر استمالته أو استقطابه، غير أنه، على حد زعمه، اختار الشعب... الشعب الذي طردته شرائح واسعة منه، و أشبعته، أحيانا، شتما ورفسا كلما حاول الاقتراب منها، والسطو على نضالها...
أسامة الذي يسعى إلى التموقع من جديد في خضم التطورات المتسارعة التي عرفها المغرب، يعترف ـ مع ذلك ـ أن مخالب العدل والإحسان والنهج، تنهش الحركة من الداخل، وأن 20 فبرير بلا "قائد"، غير سطوة أصحاب "القومة"، ولكماتهم إن اقتضى الأمر ذلك، وتحرشهم بالحرية والديمقراطية، التي لا تُطابق "أحلام" الشيخ ياسين.
ولقد نسى أسامة الخليفي، في تسجيل صوتي، أن يطرح على نفسه سؤال منْ يكون شخصه، حتى يحظى باستقبال مستشارين اثنين للملك، وكيف أجاز لنفسه أن يدعي أنه رفض تسلم مسودة الدستور. فهل كان الدستور بحاجة إلى طابعه حتى يكسب جواز المرور؟
الآن، بعد أن رسا قطار الإصلاح على سكته، وبدأ يتحرك نحو المستقبل، ارتفعت بعض الأصوات، التي تفتقد إلى حد أدنى من الانسجام، مع نفسها أولا، للتشويش من أجل التشويش، ولحبك سيناريوهات أحداث تجاوزها الواقع، وما أسامة الخليفي إلا واحدا من تلك الأبواق...