تناسلت التأويلات بخصوص تراجع الضحية آمال الهواري عن شكايتها ضد توفيق بوعشرين، مدير نشر اخبار اليوم وموقع اليوم24، المتابع بتهم ثقيلة تتعلق بالجنس، وذهب محامي القضايا الفاشلة محمد زيان إلى حد تهديد كل من ذكر اسمها او ربطه بالمتهم بالمتابعة القضائية..
إلا ان هذا الخلط واللبس الذي يحاول زيان ومعه موكلته الهواري، تعويم القضية فيه لا يمكن ان يمرّ مرور الكرام إذ الامر يتعلق بمجرد تراجع عن شكاية تحت الضغط، فضلا عن كون ذلك يؤكد ويعزز ممارستها الجنس مع بوعشرين وليس انكارا لتلك الوقائع كما يريد ان توهمنا بذلك بعض الأطراف.
والتنازل عن شكاية، كما هو متعارف عليه في القانون الوطني والدولي، لا يمكن بحال من الأحوال ان يشفع للشاكي (او المشتكية في هذه الحالة) ويلغي الافعال التي على إثرها تم تحريك الدعوى، خاصة ان تلك الافعال في حالة الهواري لها علاقة بالاغتصاب والخيانة الجنسية وهي أفعال يعاقب عليها القانون ولا يمكن بحال من الاحوال ان تتنازل عليها النيابة العامة ولو تنازل صاحب الدعوى على شكايته لأن ما قامت به المشتكية مع بوعشرين لا يعفيهما من المتابعة ..
إن تنازل المشتكية الهواري عن شكايتها، يدخل في إطار التخفيف من ثقل التهم الموجهة إلى بوعشرين، وذلك بضغط من مسؤولين في العدالة والتنمية المقربين من المتهم في إطار مقولة "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، وهذا التنازل لا يعفي المشتكية من المتابعة على خلفية ما اقترفته مع بوعشرين من افعال لاأخلاقية يعاقب عليها القانون..
الهواري قامت فقط بما يمكن ان نسميه في الدارجة المغربية بـ"المسامحة"(اي الصفح عنه) لبوعشرين لتخفيف العقوبة ضده، بعد ان كانت قد اشتكت به على خلفية ما مارسه عليها من افعال وهو ما اعترفت به أمام الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وفي هذه الحالة يمكن الحديث عن تراجع بعد اعتراف، وهو ما لا يمكن ان ينفي تورطها مع المتهم في واقعة الممارسة الجنسية خارج بيت الزوجية وما يترتب عن ذلك من عقوبات..
كان احرى بـالهواري أن تطلب الصفح من زوجها وأولادها والمغفرة من رب العالمين لما اقترفته في حقهم وفي حق الدين الاسلامي الذي تدعي التشبث به بل المنافحة عليه من خلال اللباس والمظاهر والانخراط في حزب يعرف الخاص والعام كيف يستغل الدين لأهداف سياسية بشكل مكشوف..
كان على أمل الهواري أن تعتذر لزوجها وأبنائها عوض التخلي عن شكايتها ضد مغتصب، وهو ما قد يشفع لها بعض الشيء رغم ان ما اقترفته من بشاعة يدخل في إطار الرذيلة التي تستوجب طلب المغفرة من الرب ليل نهار..
تليكسبريس