هناك أعاصير عبر العالم لها أسماء أشخاص مثل إعصار [نينْيُو] في المكسيك؛ وإعصار [كاتْرينا] في الولايات المتحدة؛ ولكنّ بلادنا ولله الحمد جنّبها الله مثل هذه الأعاصير المدمِّرة؛ ولكنْ منذ ستّ سنوات، برز فيها للوجود إعصاران مدمِّران يكلّفان بلادَنا الملايير كخسائر مهولة.. الإعصار الأول المدمِّر للبلاد اسمُه إعصار [بنكيران]، وقد خلّف خسائر ودمارًا يقدّران بالملايير.. والآن من المتوقع أن يجتاح بلادَنا إعصارُ [العثماني] الذي سيخلّف خسائر فادحة تُقدّر بخمسة مليارات ستؤدّيها خزينةُ الأمّة، وهي مليارات سيضخّها [العثماني] لينعَم البرلمانيون بتقاعُد مريح، بعد خمس سنوات كلّها راحة، وبذْخ، وامتيازات، على حساب المواطنين، من موظّفين، وعمّال، ومرضى، وفقراء، وأطفال، ومعاقين، وضحايا بلا مأوى، تهدّمت بيوتُهم فوق رؤوسهم، إلى جانب مشاريع تنموية ستبقى حبرًا على ورق، لسواد عيون السادة البرلمانيين الوطنيين كذبًا وبهتانًا.. هذا يطرح سؤالاً حول ما إذا كان في البلد مثقّفون، ومفكّرون ملتزمون بهموم المواطنين، وبقضايا الأمّة أم الوطن قد خلا منهم، وفضُل اللصوصُ، وناهِبو ثروات البلاد..
نحن نعرف خسائر أعاصير [بنكيران] المدمّرة، وما فعلتْه بصندوق المقاصّة، وبقدرة المواطن الشرائية، وبآمال العاطلين عن العمل، وبمعاشات المتقاعدين الذين أفنوا عمرًا في العمل الشاق فنسف إعصارُ [بنكيران] حقوقهم بخمسة نوّاب، صوّتوا على المشروع الظالم في الوقت الميّت، وصار أمرا مفعولاً، وقانونًا مقبولا بالقوة الغاشمة، وسياسة الجفاة الطغاة في بلد النبلاء الذين صار يتحكّم في حقوقهم القادمون من فِرق الرّدة، وأحزاب الكساد.. هذه هي الحقيقة، وهذا هو حقٌّ يضرّ خيرٌ من باطلٍ يسُرّ.. قال تعالى: [ويَمْكُرون ويمْكُر الله، والله خيرُ الماكرين.].. لقد مكر [بنكيران] باسم الدّين، واشترى بآيات الله ثمنًا قليلاً؛ لكنّ الله عزّ وجلّ مكر به، وخذله، ، وقد عرفت نهاية ولايته أحداثَ [الحسيمة]، وقبْل ذلك أناسٌ أحرقوا أجسادهم، وآخرون شنقوا أنفسَهم في وقت بذّرَ فيه [بنكيران] الملايير في حملات وهمية ضد الرشوة، والفساد، ووزّع الملايين على الوزراء المغادرين، وأمر الجائعين بالصبر وشدّ الحزام فخذله الله عزّ وجلّ.
أما [العثماني يعرف أن المغاربة يكرهونه بسبب ما سقى لهم من كؤوس حنضل بسياسته، ولكنّ [13] مليونًا شهريا جعلتْه يسترخص دينَه، وكرامتَه في مقابلها، فتراه كل يوم يتقزّم، ويتأزّم، ويهوي إلى الحضيض، وإبليس يملي له، ويوجّه سياستَه؛ فلا أحد يسمعه أو يطيق النظر إليه، حتى ممّن كانوا يلهبون أيديَهم بالتصفيق له، فكرهوه.. والآن يهيّئ إعصارًا سيكلّف الأمّةَ الفقيرة [05] ملايير للحفاظ على تقاعُد البرلمانيين، المرفوض بشرائع السماء، وقوانين الأرض، بل حتى الحمقى استغربوا له، وسخِروا منه.. والملاحظ، أن [العثماني] اختار الوقتَ لاقتراف إثْمه في حقّ الأمّة؛ فتهرّب [العثماني] من الحوار الاجتماعي، وصار يختلي بالنواب، ليمتّعهم من خزينة الأمّة بتقاعد هو مجرّد ريع مريع، ضدّا في القانون، والأخلاق، والأعراف، والدّين، والعقل؛ فلو كانت هذه الملايير، سيؤدّيها من ماله الخاصّ، لما أقدم ولـمَا قبل بمبدإ تقاعُد النواب أصلا.
منذ شهر، وعد بصرف تعويضات اصحاب سنوات الرّصاص، الذين كانوا يريدون الإطاحة بالملكية؛ فهم أقرب إلى نفسه من مواطنين يهتفون [عاش الملك] فيرفض الزيادة في أجورهم، وإصلاح حالهم، والاستماع لشكاواهم، كما يفعل مع النّواب، وأصحاب سنوات الرصاص، مما يبيّـن سوءَ طوية هذا الشخص الذي ابتليَ به شعبُنا، فهذا الشعب أولى من النواب، ومن أصحاب سنوات الرصاص، وأخلَص لملكِه، ولوطنه منكم جميعا، يا أهل الشقاق، وستعود كافةُ الحقوق بفضل تآزر ملكٍ وشعب، فثورة الملك والشعب قادمة لا ريب فيها.... يوم الخميس 08 مارس، قررت حكومة [كيبيك] في [كندا] الزيادةَ في أجور الأطبّاء؛ فرفضوا تلك الزيادة، واحتجّوا، وطالبوا بإنفاقها في تجهيز المستشفيات، وتحسين الخدمات خدمةً للمواطنين؛ هذه هي الوطنية الصادقة، وهؤلاء نصارى، وليسوا بمسلمين، ينافقون بصلاتهم ويكذبون بوطنيتهم الزّائفة.. فلو كان هؤلاء النواب، أصحاب وطنية صادقة، لطالبوا [العثماني] بإنفاق (05) ملايير لصالح المواطن، والوطن، ولرفضوا التقاعد بالمرّة، ولكن هيهات!
صاحب المقال : فارس محمد