*عبد المجيد مومر الزيراوي
" لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ " سورة المائدة.
تبعا لما أوردته قصاصات الطابور الإعلامي التابع لقائد الميليشيات المسلحة ، الأمين العام لحزب جبهة البوليساريو المدعو " أبرهة الرخيص " حول الاجتماع التأسيسي للجنة الوطنية لتجديد أمناء التنظيم السياسي المُوكَلة لهم مهام التحريض والتوجيه للقواعد المسلحة قصد تعبئة الشباب المُحْتَجَز بسجن مخيمات الجلاء في أرض الخلاء بالجزائر ، ضد ما سمَّاه بالحرب النفسية التي ينهجها المغرب.
وشدد قائد الميليشيات المسلحة على أن مساهمة الشباب تأتي انطلاقا من حرص الجبهة على إعداد الشباب للعب دور في قيادة المسيرة التحريرية من أجل الحرية والاستقلال وتكريس سيادة جمهورية السراب على كامل ترابها الوطني.
مضيفا أنه في هذه المرحلة الحساسة يحتاج أبرهة الرخيص الى أمناء وأمناء مساعدين نوعيين ينتظر منهم وضع مصلحة صنم التنظيم المُسلح فوق الجميع .
و ما عسانا أن نقول – نحن ولاد الشعب – غير أن الصحراء المغربية مُحَرَّمَةٌ عَلَى أصنام الجبهة الحربية لما يزيد عن الأَرْبَعِينَ سَنَةً ؛ و ذلك بعد أن تاهوا بين مخططات أرض المخابرات الجزائرية القاحلة دون من أو سلوى إلا التسول و استجداء العواطف ، بعد أن تعمَّدوا حِرمان ولاد الشعب المغربي المحتجزين من العودة إلى حضن وطنهم الطيب و تحسين ظروف عيشهم التي تحط من الكرامة الإنسانية.
لذلك فإن أولاد الشعب يجددون تضامنهم القوي و اللامشروط مع أخواتنا المحتجزات و إخواننا المحتجزين بمخيمات الجلاء في أرض الخلاء بالجزائر .
أمّا القائد أبرهة الرخيص و معه زبانية جحيم تندوف فإنّا لا نأسى على القوم المارقين، أولئك الذين يُزايِدون على الشعب المغربي بلهجة التهديد و الوعيد بالحرب.
نعم ؛ هذا تحريض خطير ضد السلم و السلام الدوليين ، يمارسه المدعو " أبرهة الرخيص" ذو السنطيحة الانفصالية الذي يُهدد الشعب المغربي بالحرب المُدَمِّرة التي بها يحاول أبرهة الرخيص هدم بيت الوطن المغربي الديمقراطي المُوَحَّد.
فلا تعجل علينا يا أبرهة الرخيص ، و لا تُنْذرنا بخطاب الجاهلية العنصري المُغَلَّف بِقِناع التحرر و الاشتراكية .فالمثل الشعبي المغربي يُبَسِّطُ المعنى المراد في حكمة " إلبس على مقاسك إذا أردت مظهرا مناسبا ".
و مقاس السلم و السلام لن تلبسه منطقة شمال افريقيا إلاَّ بإسقاط أصنام الأبارتايد العرقي و الأيديولوجي الذي تحتضنه الصحراء الجزائرية .
يا أبرهة الرخيص !
كنت أول صنم وضعته المخابرات الجزائرية في الواجهة لتمرير مشروع تقسيم الوطن المغربي ؛ كنت القناع و لم تستطع للإقناع سبيلا ...
و اليوم ، بعد أزيد من أربعين سنة من التيه و التيهان في صحراء الجزائر يعودون إلى نفس القناع. و هذا قبل كل شيء دليل ملموس على أن حزب المليشيات المسلحة الإنفصالية لا يملك أمام سُنَة التطور و التشبيب غير الجمود المعرفي و السياسي.
يا قائد الميليشيات المسلحة بمركز تندوف بالجزائر !
هذا بيان للناس يفضح حقيقة الوضع بسجن مخيمات الجلاء الذي يَحْرسُه زبانية أبرهة الرخيص ، القائد الذي تَوَقَّفَ عَقْلُهَ عَنِ الدَّوَرَانِ المُثْمِرِ عند زمن الأيديولوجية الإشتراكية وفق تأويل يجهل على قيم المساواة و العدالة الاجتماعية و نظافة اليد.
كل مافي الأمر؛ أن أموال المساعدات باسم الإنسانية المُغتَصَبَة – ظلما و جورا - و المسكوت عنها بجبهة تندوف معقل صناعة الموت و الإرهاب ،هذه الملايير من الدولارات هي التي تزيد من جعل الغني غنيًا و من تَفْقِير الفقير.
و أمام جريمة مذهب الجبهة الذي تمنعه أهداف و مقاصد هيئة الأمم المتحدة ، وإعلان الجمهورية العنصرية الذي يُجَرِّدُ مبدأ تقرير المصير من أهدافه و غاياته المتمثلة في احترام الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للأفراد و الجماعات ، وتحررها من الخوف والحاجة و الإذلال و التمييز، حيث أضحت الحقوق الثقافية مطلبا ثانويا يتوارى أمام ترجيح المقاربة الترابية التي تعتمدها ميليشيات البوليساريو المسلحة بمعناها الضيق الذي يتناقض بشكل صارخ مع مواثيق الحقوق المدنية والسياسية للامم المتحدة.
هذا هَذْيُ أبرهة الرخيص قائد ميليشا حزب المُتاجرين بالبشر و حامي حمى الإستغلال المُسْتَرْزِق برفع شعار تقرير المصير بإفريقيا .
إنه صنم جبهة الفساد و الاستبداد يتعَمَّدُ جَعْلَ الشباب المُحْتَجَز و المغلوب على أمره، الشباب الممنوع من استنشاق نسائم العهد جديد و تعويض سنوات الضياع التي عاشها المُغَرَّر بهم الأوّلين بين خدمات إجتماعية شبه مُنعدمة و عدالة حقوقية مُنقرضة تماماً !
فَيَا معشر ولاد الشعب المغربي المُستضْعفين المُحتجَزِين بِمُخَيَّمَات الجلاء في أرض الخلاء بدولة الجزائر:
حَطِّمُوا صَنَم جبهة الحرب و الفساد و الإستبداد ، ثم التحقوا بالوطن المغربي المُوَحَّد نُنَاضِل جميعنا مِن أجل الحاضر و المستقبل ، نُنَاضل أولا و أخيرا من أجل ثقافة ديمقراطية مُبْدِعَة، نُنَاضِل بكل حرية و مسؤولية من أجل توزيع عادل للثروات الوطنية بين سماء المغرب الديمقراطي المُوَحَّد و مائه و ما على و ما تحت أرضه.
نناضل بثقافة المواطنة الدستورية ( حقوق و واجبات ) من أجل إختيار السلم و السلام لأنه السبيل الجميل لإحقاق الحلم الأفريقي ، و ليس تحريض الشباب على الحرب و القتل و الحقد و الكراهية و التعصب المذهبي و التطرف المُسلح في منطقة جيواستراتيجية جد حساسة.
الديمقراطية أولا و أخيرا
*شاعر و كاتب مغربي