يأبى أحمد الريسوني، الرئيس الأسبق لحركة التوحيد والإصلاح، وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلا أن يخرج بتدوينة جديدة لنصرة طقوس الجنس والاغتصاب الحلال، وكما فعل من قبل، عندما هاجم أجهزة الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في قضية وفضيحة ومتابعة قياديين في حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية أو الكوبل بنحماد والنجار بتهمة "الخيانة الزوجية والفساد، و وصفهما بـ "الأبرار" و"القياديين الكبيرين".
يسير الشيخ الريسوني على نهجه في نصرة الأخ "ظالما كان أو مظلوما " ويعتبر أن قضية بوعشرين الذي يصفه بالمحلل السياسي والصحفي اللامع هي القضية الغريبة العجيبة. وان طريقة الاعتقال وما رافقها من أعمال لوجيستية واستباقية واحتياطية، سريعة ومباغتة ومنسقة، تشبه تلك التي تكون في العمليات العسكرية الخطيرة.
وقد خلفت تدوينته ردود فعل قوية من طرف فاعلين سياسيين وحقوقيين، وفي هذا الإطار نقدم وجهة نظر الباحث والحقوقي عبد المنعم الكزان:
"اعلم أن صمتنا غني عن الكلام، فليس غاية النظر هي إلجام العوام، لكن مقالة من ارتضى الدين تجارة، واتخذ من زخرف القول حذقا وعبارة، محاماة لأهله من دعاة الحاكمية والتمكين، من أصحاب الوزارات والدواوين، ساقني إلى الرد على هذا القول المتهافت الباطل، وصاحبه المغالط الهازل.
واعلم أن من جعل ملته عرضة للجاج، غابت عنه لزوما قواعد الحجاج، حتى وإن اعتبر نفسه حجة في المقاصد، فما ذلك إلا غرورا وخروجا عن السبيل الراشد، وإن كان حافظا لآلاف السير والرحلات والمتون.
واعلم أن النظر يقتضي التحقق، وأنت أدرى مني أن الحق لا ينقلب باطلا لاختلاف الناس فيه، ولا الباطل يصير حقا لاختلاف الناس فيه، فالمشهورات والمظنونات والمقبولات من هضر المقاهي والسوق لا تضع النظر على المحك، بل الدليل العياني بذلك أحق، وهو ما ذهب إليه الأشاعرة من الفقهاء، ما وأراك لهذا المذهب مخالف لهذا المذهب في خفاء.
واعلم أن التصوف اتصاف، وكل اتصاف هو تحلية وتخلية، فليس من التحلية التشكك في القضاء، ولا من التخلية التجني والتخلي عن نصرة المستضعفين من النساء، أليس الأولى الدفاع عن النفوس والأعراض، أم أن التشيع لصاحبك أعماك عن هذا الاعتراض.
واعلم.. وإني ارى قولك هذا غلوا في التعصب، وما هو إلا نصرة لعشيرة وإفراط في التحزب، أم أن المرأة في عرفك مجرد غنيمة وإبلاغهن عن استحلال الفروج جريمة.
واعلم.. القضاء يحكم بما له من أدلة، وكفى متاجرة بالعقيدة والملة.
واعلم أن الاغتصاب والتحرش ليس بما جادت به الأقدار، بل هو قرار واختيار في اختيار، وخبر رئيس حزبك أن صبر الأنام من المغاربة قد تجاوز الكياسة، لما وصلت إليه أمور تدبير الدولة في السياسة، فقد طفح الكيل ووصل حد النزيف، ودون ذلك عناد ومكابرة وتزييف في تزييف".