الحياة الانسانية حافلة بالكثير من المواقف المتناقضة التي لا تجتمع في مكان، و زمان واحد مهما كانت الظروف المناسبة لاجتماع النقائض، فمن الاسم، و العنوان يمكننا معرفة الأسباب التي تقف وراء عدم اجتماع النقيضين، فالحق، و الباطل مثلاً لا يجتمعان في الانسان إذ لابد له من اختيار احدهما، و السير في طريقه، فإما طريق الحق طريق الاستقامة، و الصلاح، و الإصلاح، و إما طريق منهج التكفير، منهج سفك الدماء، منهج العمالة للشيطان مصدر التسافل الأخلاقي، و الاجتماعي، وهذا واقع حال مفروغ منه منذ أن خلق الله تعالى أول الخليقة، في حين أننا نرى التنظيمات الإرهابية، ترفع شعارات ظاهرها لنشر تعاليم الإسلام، بينما في خفاياها تسعى لنشر ثقافة القتل، و سفك الدماء، و هتك الاعراض، و ضرب المقدسات سعياً منها لخدمة أجندات معادية لديننا الحنيف، وفي مقدمة تلك الفايروسات الوبائية الضارة نجد داعش الانموذج المجسد لحقيقة ما تحمله، في جعبتها تلك التنظيمات الإجرامية، فعلى طول التاريخ نجد أن عناوين الشر، و الإرهاب تسعى لفرض ايديولوجيات بدع، و شبهات ترمي من وراءها زرع بذور الفرقة، و التشرذم بين المسلمين، وتحت عناوين براقة، و أسالييب عدوانية ماكرة ضمن سلسلة مخططات يهودية بحتة، فمن المعروف أن المسلمين اخوة متحابين في الله تعالى بغض النظر عن انتمائهم المذهبي، فالوحدة الدينية، و الفكرية تجمعهم، وهذا ما لا ترضى عنه اليهود، و داعش فنجدهم يحرضون قادة المغول، و غيرهم على قتال المسلمين، و انتهاك اعراضهم، و طمس معالم مقدساتهم الدينية رغم أن داعش يرفعون شعارات الإسلام، و أي اسلام ؟ انه الإسلام الذي أسس له بني صهيون الارجاس، ثم متى كانت إعانة الظالم على قتال المسلمين حلال، ومما أوجبته تشريعات السماء ؟ فالاسماعيلية فرقة من فرق المسلمين، وهذا ما أثبته التاريخ، و الوقائع الحية التي تناقلتها الأقلام جيلاً بعد جيل، فمن العجب العُجاب أن نرى تلك الطائفة المسلمة تتعرض لابشع الجرائم، و أشد الإبادات على يد هولاكو، و بتحريض من قادة، وأئمة أسلاف داعش، لكن ما هي الدوافع وراء تلك الوشاية الداعشية بحق الإسماعيلية ؟ لانهم كانوا يقفون بوجه قادة الفكر المتطرف لداعش، و يرفضون مظاهر فسادهم الماجن و يقامونه أشد مقاومة، وهذا ما يتعارض مع نزوات، و شهوات هولاء القادة الفاسدين، وهذا ما دفعهم للتحالف مع هولاكو من أجل القضاء على الإسماعيلية وقد تحقق لهم ما يريدون من قتل و سفك دماء و انتهاك الاعراض و سبي النساء و الأطفال و خراب المدن و سلب الخيرات و المقدرات على يد هولاكو المغولي تلك هي حقيقة داعش ومحاولاته المتكررة في تأسيس منهج التكفير المتطرف وهذا ما كشف عنه المهندس الأستاذ الصرخي الحسني في المحاضرة (37 ) من بحثه الموسوم بحوث تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي بتاريخ 25/4/2017 قائلاً: ( هولاكو قاد حملة إبادة على الإسماعيليّة، ولم نجد أحدًا من أئمّة الداعشة استنكر ما حصل على الإسماعيلية، ويوجد من أئمّة الداعشة، وقادتهم ممّن كان يعمل تحت إمرة هولاكو هم مَنْ حرّضوا هولاكو على قتال الإسماعيليّة، وإبادتهم، وقد فرح أئمّة الداعشة، والتكفير، والطائفيّة والعنصريّة بما وقع على الإسماعيليّة؛ فهم ملاحدة بنظرهم، فأعانوا ودعموا هولاكو وعملوا تحت إمرته وشرعنوا وشرّعوا كلّ جرائم هولاكو بحقّ الإسماعيليّين، هذا هو منهج التكفير فهو يؤسس للقتل وسفك الدماء ) .
بقلم // احمد الخالدي