كلما دخلت إحدى "الضحايا" لمكتب توفيق، كان يحس أنها وقعت في شراكه، وسقطت فريسة "سهلة" بين يديه...
عادة ما كان يكون جالسا بمكتبه، و يطلب من الضحية، بمنتهى الأدب، أن تجلس فوق "الكنبة" ( الأريكة)، تم يغادر مكتبه، ويعود ليجلس جنبها بثباث، و هو واثق أنها لن تنجو من مخالبه.
بعد بضعة كلمات، عن العمل و أشياء أخرى، كان بوعشرين يشرع في جس نبض ضحيته، تم يقف بسرعة، ويتجه نحو الباب لإغلاقه بالمفتاح، تم يعود ليجلس جنبها، وقد تخلى عن هدوئه.
كان يُرغم آخر صحفي أو مسخدم على مغادرة المقر بإطفاء الأضواء.
ها هو مقر " أخبار اليوم" فارغ تماما، لا أحد سيسمع صراخ الضحايا أو توسلاتهم، كما خاطب إحدى الضحايا، لأن المبنى يقع في الطابق 17 بعمارة الأحباس، التي هي في ملك وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
و لأن توفيق بوعشرين بدأ ممارساته منذ، مدة، في استدراج "حريم" (ه)، التي منهن من كانت تأتي عن طيب خاطر من أجل تفريغ شبق السيد المدير، فقد خطط لركوب المزيد من الأجساد، من دون أن يكثر بوضعهن الاجتماعي.
في الأول، بدأ بسكرتيرته الخاصة ( الكاتبة) التي راقه قوامها الجميل، وكان يستدرجها إلى مكتبه، كلما غادر الجميع، مقدما إليها الوعود البراقة بمساعدتها على اقتناء شقة وسيارة، و في النهاية تم إقناع هذه الشابة المسكينة بالزواج من شخص يعمل بنفس المؤسسة ظل يسترق النظر إليها دائما مبديا إعجابه.
ستتكلف، إحدى محضيات توفيق بوعشرين، التي اعترفت في المحاضر، أنها كانت تمارس معه الجنس عن طيب خاطر، بـ "تحريض" زميلها على الزواج من عشيقة المدير، فلم يتردد، فكأنها قدمت له "زوجة" على طابق من ذهب.
لكن توفيق بوعشرين لم يرع هذا الجانب، بل ظل مصرا على ممارسة الجنس عليها، كلما أخلفت، إحدى ضحاياه، موعدها، ولم تأت، فاستمر في قضاء وطره منها، بل وسخرها لاستقدام فتاة ( هي ابنة مستشار برلماني سابق) و إقناعها بممارسة الجنس معه، مقابل منصب شغل في مؤسسة "ميديا 21"، فضاجعهما معا، بعد أن جثمت المرأة الحامل على ركبتيها و وضعت يدها على الكنبة، بينما استلقت الفتاة عليها مفرجة رجليها.
وخلال ذلك كله كان توفيق بوعشرين يقتنص نساءه بعناية، و يختار الوقت المناسب من أجل استضافتهن في مكتبه...
في بعض الحالات كان هناك رضى تام، وفي حالات توقف بوعشرين في منتصف الطريق، كما هو الأمر في حالة وداد ملحاف... وفي حالات أخرى سار حتى النهاية، ومارس فعل الاغتصاب وهو في هيجان كما في حالتي ابتسام مشكور و نعيمة الحروري.
و حده الله كان يعلم ما يدور بخلده، وهو يقترف جرائمه تباعا، لكن لا أحد يعرف ما يخفي هذا الملف من مفاجآت قد تصدم الرأي العام.