دخل التنظيم العالمي للإخوان المسلمين على خط، الفضيحة الجنسية لتوفيق بوعشرين، مدير نشر " أخبار اليوم"، وشحذ قلمه، للدفاع عن بوعشرين، تماما، كما كان هذا الأخير يشحذ قلمه الآخر عندما كان يستدرج الضحايا إلى مكتبه من أجل ممارسة أبشغ أنواع العنف الجنسي عليهن.
و اتهم الفقيه المقاصدي، الضحايا، بأنهن استعملن لاغتصاب الرجل، من دون أن يحدد الجهة التي سخرهم لهذا الفعل، ومن دون أن يكلف نفسه عناء امتلاك ذرة من العقل والمنطق، و ويسائل نفسه كيف لإمرأة متزوجة وأم لأربعة أطفال، أن تسمح لنفسها بمص "قلم" بوعشرين، أمام الكاميرا، وكأنها تصر على تخريب بيت الزوجية... علما أن زوجها الأول، بعد أن شاع الخبر، أصبح يطالبها باستعادة ابنيه و زوجها الثاني غادر بيت الزوجية وتركها وأبناءها.
و لم يلن قلب هذا الفقيه الوهابي، إلى قلب هذه المرأة و لا لتلك الحامل في شهرها التاسع، وهي بالمناسبة زوجة صديق لبوعشرين، التي كان يرغمها على مضاجعته في المكتب، و يسخرها في "القوادة" من خلال استقدام شابة متدربة من أجل أن يضاجعهما معا في نفس الوقت.
لم يتسائل الفقيه، كيف لهاته النسوة أن يقبلن هذا الوضع المزري لأنفسهن، وأن يسمح لنفسه بإهانتهن، إلا إذا كان يعتبرهن "سبايا"، يحق لصديقه في التنظيم أن يمارس عليهم ما يمارس على " ما ملكت أيمانكم" بحكم أنه هو المدير وهن المستخدمات.
طبعا الفقيه الريسوني، يريد أن يوهم الناس أنه، صمت دهرا، من أجل الوصول إلى أن الملف سياسي، بهدف تحويل النقاش عن الجرائم التي اقترفها بوعشرين في حق نساء لا حول لهن ولا قوة، وهو يستعمل كل الأساليب الماكرة من أجل إيهام القراء أنه على حق، لكن حق يراد به باطل، فدخول الاتحاد الاشتراكي و "البام" والجمعيات النسائية على الخط، لا يخول للريسوني إدعاء أن الملف سياسي، و أن بوعشرين ضحية تصفية حسابات أو شيئا من هذا القبيل...
بوعشرن هو ضحية "زنطيطه" أسي الريسوني، و كل الوقائع والمعطيات تؤكد هذا المنحى، وكان عليك أن تخضعه لحصص علاج بـ "الرقية الشرعية" عوض أن تخرج على الرأي العام بموقف يبرر الاتجار في البشر و الاغتصاب والقوادة.
لكن الحكمة تقول "ليس في القنافيد أملس"، ما قام به بوعشرين ينخر التنظيم ككل، الفساد الجنسي هو ملة الحركة، ولا داعي إلى التذكير الفضائح الجنسية التي تورط فيها قياديوها، والتي غالبا ما تتصدون للتستر عليها بالركوب على نظرية المؤامرة وتصفية الحسابات...
إدريس شكري