يرى الدكتور رشيد لزرق، الخبير في القانون الدستوري، بأن التعددية باتت مهددة، ليس فقط من طرف حزب البيجيدي الذي قام بتسيس الدين وقيم الدين الإسلامي، بل أصبح هذا التهديد قادما، وبشكل أكثر خطورة من الأحزاب الوطنية نفسها، وخصوصا حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يعيش حالة من الدمار السياسي الفكري والأخلاقي.. واعتبر المحلل السياسي أن وضعية الاتحاد الاشتراكي اليوم باتت عاملا مركزيا مؤثرا في اتساع الفراغ في المشهد السياسي واختلال التوازن، وهذا ما يفضي بالتأكيد إلى اهتزاز صرح التعددية التي كانت دائما مركز قوة التجربة السياسية المغربية.
إلى ذلك أوضح لزرق بأن توقعات الرأي العام وعموم الاتحاديين المعارضين لقيادة إدريس لشكر لحزب الاتحاد الاشتراكي لم تخطئ، فيما يتعلق بمستقبل حزبهم العريق بعدما تخلى هذا الحزب طواعية عن موقعه ووظيفته في الدعوة إلى بناء دولة المؤسسات والحق والقانون، دولة الحريات والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الأفراد والجماعات، واختصر لشكر هذا الطرح الحزبي العريق في سعيه بدل ذلك نحو تأمين ذراع شعبوي مكسور الجناح يشوش بشكل واضح على دينامية انبثاق مشاريع وطروحات حزبية ما بعد تشريعيات 2016.
وأكد محدثنا بأنه لا شك أن الزاوية التي يخندق فيها الحزب/ الفكرة نفسه -إذا ما اعتبرنا أن مواقف القيادة ذات شرعية فكرية ومشروعية تنظيمية- لا تضيق الخناق على الحزب نفسه فحسب، بل تؤثر بشكل أخطر على المشهد برمته وتنعكس بشكل جلي على وضعية الحزب الوطني التاريخي الآخر حزب الاستقلال الذي أصبح حزب الاتحاد الاشتراكي بفعل ركوده واندحاره وكرفيق في درب الحركة الوطنية وشريك أساسي في دمقرطة البلاد منذ الاستقلال يشل دينامية حزب الميزان .
وأكثر من ذلك يردف لزرق فإن أزمة حزب الاتحاد الاشتراكي تنسحب كذلك حتى على إرهاصات الوحدة النضالية لليسار المغربي، والتي مازالت تمتح من إيديولوجيات أنهكت ثوابت النظام العالمي الجديد عمرها ومضمونها السياسي والفكري.