كان مرور صارم الفاسي الفهري في قناة « ميدي آن تي في » الجمعة الفارطة مرورا مخجلا للغاية. المنتج السابق والحالي الذي تولى إدارة المركز السينمائي المغربي في ظروف جد ملتبسة، واستغل جهل وزارة الاتصال بميدان السينما وعداءها الإيديولوجي في وقت سابق لنور الدين الصايل قدم عن سينمانا المحلية، وعن إدارتها وعن تصور الأشياء لها صورة ولا أفظع.
صارم الحق - وبعيدا عن أي تجن أو ظلم- بدا بعيدا جدا عن صورة الرجل الذي قد يستطيع أن يتخلص من فكرة أنه منتج منافس في المجال الذي يديره، وأبدى ضيق أفق ورفضا لكل الآراء المعارضة، وعدم قدرة على النقاش، وعصبية لا معنى لها لا تنتمي للميدان الشاسع والرحب والواسع المسمى سينما.
الكثيرون وبعد رؤية حلقة مدير المركز السينمائي المغربي قالوا « الآن فهمنا لماذا تدهور حال سينمانا منذ أن تم تعيين صارم في المركز، والآن استوعبنا المقلب جيدا ».
لنعد تذكير العقل المغربي ببعض الحقائق التاريخية البسيطة التي ربما نساها: سنة 2003 وفي عز تقدم قناة « دوزيم » عمل رجل يسمى نبيل بنعبد الله(يقول اليوم إنه يحارب التحكم والله أعلم) كل مابوسعه لإزالة نور الدين الصايل من القناة الثانية، والنتيجة ماذا؟ النتيجة نراها بأعيننا لقناة الكل أصبح يطلق عليها إسم قناة « كي كنتي وكي وليتي » هي التي كانت رائدة في القارة ذات زمن.
سنوات أخرى بعدها عمل مصطفى الخلفي المستحيل ليزيل نور الدين الصايل من المركز السينمائي المغربي، والنتيجة ماذا؟ النتيجة صارم الفاسي الفهري يدير المركز وحالة سينما لاتسر عدوا ولا حبيبا ومهرجان دولي للفيلم تم إلغاؤه في السنة الماضية وكوارث لا حصر لها في الطريق.
هل نحارب الناجحين فعلا في هذا البلد؟ هذا سؤال، لكن هناك سؤال أهم منه: هل نحن جادون فعلا ونحن نطرح هذا السؤال البليد؟
الله أعلم من قبل ومن بعد وفور أن تصعد كلمة « النهاية » بعد اختتام كل الأفلام.