ما يجري في جرادة لا يسر أحدا، مهما كان إلا إذا كان مغرضا يسعى لاستغلال الأوضاع لأهداف دنيئة، ومن كان يحب وطنه يتمنى لو أن كل المطالب تحققت، وتمنى سمو صوت العقل بدل التسطيح وأصوات الانحدار. لا يمكن التشبث بالتاريخ عندما نكون أمام مشكل. ولكن نبحث عن الحلول الناجعة. كما هو ظاهر الحكومة تقدمت بمجموعة اقتراحات قابلة للتنفيذ من الآن وعلى أمدين متوسط وطويل. لكن التسطيح الشوارعي الذي يفيد التيارات العدمية في تأجيج الوضع دائما يطرح الأسئلة "الدائخة" حتى يتيه الجميع عن الحق. من قبيل أين كانت الحكومة مدة 20 سنة؟ وهل يمكن أن نثق في حكومة صوت عليها عدد قليل؟ وكثير من الأسئلة التي لا يمكن الجواب عنها.
الحكومة، التي يقودها سعد الدين العثماني بالاتفاق أو الاختلاف معها، هي التي تدبر الشأن العام، وبالتالي هي المحاور حول المطالب الاجتماعية والاقتصادية. وبالتالي رفض الحوار والاستمرار في عرقلة حياة المواطنين وتحدي القوانين الجاري بها العمل هي خطة لضرب الاستقرار.
ولا تقتصر المعركة في جرادة على تحدي القانون ولكن استعمال الشائعات والصور المفبركة قصد الإساءة للدولة والمجتمع، ومنح المنظمات الدولية المتاجرة بحقوق الإنسان، فرصة لإنجاز تقارير مغرضة ضد المغرب.
وقد عمدت بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" إلى ترويج صور لأشخاص مصابين بجروح في أحداث إجرامية مختلفة وأخرى توثق لوقائع جرت ببعض مناطق الشرق الأوسط والادعاء كذبا أنها تتعلق بأعمال عنف ممارسة من قبل القوات العمومية بإقليم جرادة.
وتم نشر صورة لامرأة من سوريا وجهها دامٍ والادعاء أنها من جرادة، وتبين أن الصورة الأصلية هي أيضا مفبركة من قبل الخوذ البيض الإرهابية. وتم توزيع فيديو على نطاق واسع يبين شابا تدهسه سيارة أمن، وقيل إنه من جرادة لكن تبين أنه في منطقة من الشرق الأوسط والفيديو مصور سنة 2011.
فبركات تتلوها فبركات. وشائعات تتلوها شائعات. والغرض واحد. هو تصوير الدولة كأداة للقمع، وتصوير عناصر الأمن كعدو للشعب، حتى يتسنى لمن يدير اللعبة تمزيق جسد الوطن بين شعب مقموع وأمن قامع. كي يتم عزل الأمن ونشر الفوضى، لكن القوات العمومية هي الحريص على حماية الأمن والاستقرار.
ما تفعله الشائعات في المجتمع خطير. لكن طريقة ترويج هذه الأخبار الزائفة تفيد أن هناك جهة تقف وراءها. الطريقة منقولة من أسلوب الإخوان المسلمين بمصر. يعني هناك محاولة لإسقاط وضع على وضع بعيد عنه. والهدف هو زرع الفتنة.
ترويج الشائعات والأخبار الزائفة بالكتابة والفيديو لا تخول من ممارسة إرهابية خطيرة، لأن تداعيات ذلك ليست بالهينة، ومن هنا لا ينبغي التهاون بأي حال من الأحوال مع منتجي الأخبار والفيديوهات الزائفة وترويجها، وينبغي الوصول إلى مصدرها لأنها ليست بريئة وعفوية ولكن تدخل ضمن خطة محكمة ومدروسة لجهات لا غرض لها سوى إحراق البلد.