تعتبر الفضائح الجنسية المصورة من أكبر وأسوأ الأشباح التي تطارد المشاهير في المغرب. أشباح تؤدي بالبعض نحو فقدان المنصب. وتقود آخرين إلى ساحات المحاكم.
وقد عرفت بلادنا، خلال السنوات القليلة الماضية، انفجار كثير من الفضائح المرتبطة بالشهوة الجنسية المحرمة، طالت عدة شخصيات مشهورة كانت في منأى عن الظن، وشغلت الرأي العام لأسابيع متواصلة، وأحيانا لأشهر وسنوات.
القاسم المشترك بين مجموع هذه الفضائح الجنسية، يتمثل في الحقائق المتكررة التالية:
أولا: أبطال معظم هذه الفضائح ينتمون إلى التيار الأصولي (بنحماد والنجار والحمزاوي والفيزازي... والآخرون)، وهكذا ما يؤكد ارتفاع «أندرينالين» الشبق والهوس الجنسي لدى هذه الفئة التي تحض الشباب على محاربة الجنس بـ "الصوم" و"جلد" الذات، في حين «يتفننون» في «سرير الجنس»، ويُواقعون «القاصرات»، وتساعد «المحجبات» الرجال على القذف، ويطأ «الرقاة الشرعيون» المتزوجات، ويقترفون كل أنواع «الشذوذ الجنسي»، ولم يحترموا حتى بيوت الله.
ثانيا: التحرش الجنسي في مختلف تجلياته التي تتجاوز ما هو فردي محاط بالكتمان والسرية، لتصل إلى ما هو عام يتمظهر في الخروج إلى العلانية، أي الفضيحة المدوية...
ثالثا: الممارسة الجنسية التي تتم برغبة الطرفين، رغم افتقادها للشرعية، والتي تتخطى حدودهما لتصبح فضيحة، بعد إقدام أحد طرفيها على الاعتراف بها، أو من خلال كشفها عن طريق طرف ثالث مترصد...
رابعا: الاغتصاب الفعلي، أو الشروع في الاغتصاب، كمحاولة أخيرة لإرغام المرأة المتمنعة وإخضاعها لتحقيق النزوة العابرة، التي تعقبها فضيحة مجلجلة نتيجة تقديم شكاية مصحوبة بفيديوهات كأدلة على الجرم.
هذه الأشكال الأربعة تعتبر اللازمة المتكررة في أغلبية الفضائح الجنسية التي تورطت فيها شخصيات من المغرب والعالم، وأنتجت الكثير من المآسي.
هنا ينبغي أن نقرر بوضوح أن الفضائح المرتبطة بالجرائم الجنسية التي تهدد النساء، مجردة من الانتماء إلى بلد دون آخر، ومجتمع دون سواه.
ذلك أن الجريمة الجنسية لا «وطن» لها ولا «هوية» ولا «ديانة»، كما يقول ويؤكد أقطاب القانون الجنائي...
والمغرب لا ينفرد وحده بإنتاج الفضيحة الجنسية، رغم تعدد حالاتها خلال السنوات الفارطة. وانتشار هذه الآفة، وارتباطها بالمشاهير في عوالم السياسة والاقتصاد والإعلام والفن، أضحى يعم ويغزو مختلف بقاع العالم، نتيجة عدة عوامل متداخلة.
وبالتأكيد إن التنامي الحاصل في مظاهر:
- "تجار" الدين لم يعد يفرملهم «الحرام» أو تقف في طريقهم «الخبائث» لممارسة "رذائلهم".
- التحرش الجنسي في فضاءات العمل.
- استغلال النساء جنسيا عبر الإغراء والتهديد.
- الاعتداء الجنسي المصحوب بالضغط والعنف الجسدي.
- الاغتصاب.
كلها عوامل تفرز الفضائح الجنسية في بلد كالمغرب،ما تزال تقاليد المجتمع فيه تمنع النساء الضحايا من التبيلغ عن هذه الجرائم التي يتعرضن لها...