محمد البودالي
السياسي اليساري في المغرب، هو الأغرب من نوعه في العالم، ففي الوقت الذي ينبري فيه السياسيون الحقيقيون إلى التدخل بالمساعي الحسنة، مع كل أزمة اجتماعية، من أجل تهدئة الاحتقانات، ومساعدة السلطة في إعادة الأمن والاستتباب، نجدهم عندنا يسعون إلى صب المزيد من النار، ويصطفون إلى خندق الخصم، حتى ولو ترتبت عن مواقفهم جرائم تحريض وتخريب وعنف.
هذا ما وقع بالضبط مع النائب البرلماني عمر بلافريج، عن فيدرالية اليسار، الذي استيقظ متأخرا، وتوجه نحو مدينة جرادة، في محاولة استغلال بشعة لأوضاع الساكنة هناك، قصد استمالة أصواتها، في الانتخابات المقبلة.
عمر بلافريج أعطى البرهان الساطع على أن همه وهم من يحركه من الخلف، ليس سوى صب مزيد من الزيت على النار، وإثارة القلاقل، والتحريض على مزيد من الفوضى، عوض المساهمة في رفع اللبس الحاصل، وفضح مؤامرات العدل والإحسان والعدميين، التي تسعى في مزيد من الاحتقان والشغب والفوضى.
عمر بلافريج اعتبر أن "مدينة جرادة تعيش وضعية مأساوية"، كما لو كانت في حالة حرب، مضيفا بشكل جازم أن "عدد رجال الأمن والقوات العمومية يفوق عدد الساكنة" !!!
فهل يعقل أن يكون عدد الأمن والقوات المساعدة أكبر من سكان جرادة؟
مستحيل طبعا، لأن بلافريج على ما يبدو لا يعرف شيئا عن مدينة جرادة، أو بالأحرى هو يتجاهل، ما دام هدفه من هذه الزيارة الملغومة، هو استغلال أوضاع الساكنة لفائدة حزبه المنبوذ من المغاربة، والتحريض من أجل مزيد من التأجيج والتهييج.
رسالتنا إلى عمر بلافريج: لقد فاتك القطار، وفات القطار حزبك.
والمغاربة ليسوا بلداء، أو ذوو ذاكرة قصيرة، حتى ينسوا مواقفكم من الدين الإسلامي، والإرث، والعلاقات الجنسية المحرمة، ويطمئنوا إلى خطاباتكم العدمية.
رسالتنا إلى بلافريج: إذا لم تستح، فقل ما شئت.