قال عمر بلافريج، البرلماني عن الحزب الاشتراكي الموحد، أثناء زيارته على رأس وفد حزبي إلى جرادة إن عدد رجال الأمن أكبر من عدد السكان، رغم أن هذا القيادي بالصفة البورجوازية التي اكتسبها عائليا، لا يعرف كم عدد سكان جرادة ولا يعرف حتى أين يوجد الكادحون والفقراء بالرباط، التي يعرف فقط محلاتها الراقية، ولا نفهم كيف ينطق رجل سياسة بكلام لا قيمة له أساسا أمام الواقع.
كان مفروضا في وفد حزبي في الحد الأدنى أن يقوم بالتحقق من الأحداث كما جرت على الأرض، كما كان عليه أن يضطلع على المعطيات التي فرضت إصدار بيان لوزارة الداخلية بمنع التظاهر غير القانوني، وهي معطيات تغيب عن البرلماني وحزبه لأنهم لا يريدون المعرفة بهذا الشأن، ويعرف كيف وقعت الصدامات؟ ومن هو المتسبب فيها؟ ولماذا تم إحراق سيارات الأمن ورشق القوات العمومية بالحجارة؟ وكان عليه أن يزور بنفسه رجال الأمن الذين يوجدون بالمستشفى ويبحث عمن فعل بهم ذلك؟ وكان عليه أن يقارن بين عدد عناصر الأمن الموجودين بالمستشفيات والذين تلقوا العلاجات وعدد المدنيين الذين تم نقلهم للمستشفى؟
المفروض في الحزب السياسي أن يبتعد عن التسطيح، الذي تتم ممارسته في الشارع والمقهى، والذي يخلق أفكارا فوضوية لم نكن نعرف أن حزبا يوجد في البرلمان يؤمن بها، فالمطلوب عمليا من الأحزاب السياسية تأطير المواطنين، وممارسة المعارضة بقواعدها، لا الانخراط في الخط الشعبوي، الذي يفقد اليوم بريقه في كل بلدان العالم، لأن المواطن في حاجة اليوم لمن يحمل مطالبه ويصيغها ويدافع عنها تجاه السلطات، لا الحزب الذي يردد الكلام نفسه الذي يردده المحتجون الذين لا يخضعون للتأطير الحزبي والجمعوي.
عندما يكتشف ابن البورجوازية متأخرا النضال يصبح كمن يركب الطائرة بعد تركه ل"الحمارة"، أو ما يقول عنه المغاربة "هبيلة وقالوا ليها زغرتي". البرلماني البورجوازي يمتلك الكثير من الأدوات للدفاع عن سكان جرادة وعلى رأسها مساءلة الحكومة عبر قناة البرلمان، لكن "الرفيق"، الذي يحتقر رفاقه الكادحين أصحاب الأحذية الرديئة، ليس في رصيده سوى فيديوهات "بودكاستر" يبرر من خلالها الحصول على ملايين البرلمان دون شغل ولا مشغلة.
كان على عمر بلا فريج ان يبقى في مخملياته بدءا بدور القمار حيث يحلو له ان ينفق مما أتاه الله من مال ثم ان يتشبث بكؤوس الويسكي المعتق والسيغار الكوبي، والحقيقة ان بلافريج يطبق المثل المغربي القديم الذي يقول "من وجد ضحكة ولَم يضحك عليها يحاسبو ربي عليها"، فسي عمر بن الملياردير بلافريج وجد كمشة من المغفلين يضحك عليهم بكل ما اوتي من قوة.
هذا البورجوازي بعد أن مارس التضليل ضد أبناء الحزب ذهب اليوم إلى جرادة ليمارس ليمارس الكذب على الكادحين ويستغل الوضع الاجتماعي للتحريض ضد المؤسسات رغم أنه ينتمي لمؤسسة البرلمان.