فسر الباحث والمحلل السياسي يحيى اليحياوي، الهجمة التي يتعرض لها من طرف الكتائب الإلكترونية للإخوان المسلمين سواء داخل ألمغرب أو خارجه، بأنه حملة عادية، لأنه ليس الأول ولا الأخير الذي يتعرض لمثل هذا الهجوم .
وبرر موقفه بكون هؤلاء الناس ألفوا استباحة شرف وذمة كل من يخالفهم الرأي لكون الإخوان المسلمين ينتمون إلى منظومة تجيز لهم ذلك قوامها الطائفية، وتتماشى هذه المنظومة مع تصورهم ولا يريدون إلا من يطبل لهم؛ كما كان يقوم بذلك توفيق بوعشرين، بمعنى - يقول اليحياوي- كن معهم وكل ما تطلبه من بعد موجود، وكي أكون صريحا ودقيقا معك فأنا لست مع أي حزب أو تيار سياسي سواء كان البام أو الأحرار أو الإتحاد الدستوري أو غيرها.
ومن الغريب أن ينسب البعض انتمائي لكل حزب نشرت جريدته مادة من موادي! وهذا خطأ، بحكم أني بعيد عن كل انتماء ولا أدخل في مثل هذا النقاش، وأتعامل فقط وأتفاعل مع الأشياء التي عندما تكون عوجاء فأقول بأنها عوجاء وفق خلفيتي بطبيعة الحال ".
في هذا الإطار قال محاورنا :"أنا أنتمي إلى أسرة اليسار ونشأت في ظل اليسار حيث تعلمنا في السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي كيف نفكر وكيف نكتب ونتكلم ولم تكن هذه المصيبة الممثلة في دعاة الطائفية، حاضرة في ذلك الزمن. لقد تعلمنا في مناخ الجابري وعبد الكبير الخطيبي والمهدي المنجرة، وفتح الله ولعلو ولحبيب المالكي، لحبابي، والقائمة طويلة من الذين كنا نستحيي حتى الكلام في حضورهم ، وعشنا أجواءهم وبيئتهم التي كانت جميلة جدا بفكرها وفنها أيضا مع ناس الغيوان والحياني الخ ."
واستغرب اليحياوي متسائلا: " كيف أصبحنا اليوم أمام ما أسميها "بالحثالة "التي تعطي وتفرز نماذج سيئة جدا في المجتمع وتعطي صورة مشوهة عن الدين الإسلامي بعيدا عن القدوة الحسنة ، فكيف يعقل أننا نظل نجري ونكد ونتواصل مع الغرب والخارج عامة كي نيين لهم الإسلام الوسطي المعتدل المتسامح وقيمه الراقية ويأتي هؤلاء الظلاميون المتشددون و"يصربون كل جهودنا في الزيرو "بتشطيرهم المجتمع الى شطرين ؛ شطر المؤمنين الذين يدعون بانهم أصحابه ويملكون وحدهم مفاتيح الجنة، وشطر الكفار والملحدين بالنسبة لغيرهم الآخرين".
واستطرد محدثنا بخصوص قضية توفيق بوعشرين بالقول:" إذا ثبت عليه ما اتهم به فعلا -مع احترامي لقاعدة قرينة البراءة - فهذا يؤكد انتماءه لمنظومتهم التي ذكرت والتي تستبيح أعراض النساء والعائلات بشكل واضح وعلني".
وهكذا، يتابع اليحياوي، متسائلا :"هل كان في السابق يقع مثل ما يحدث اليوم؟ لقد كان التدافع في السبعينات والثمانينات بين الأحزاب تدافعا فكريا ناضجا ولم يصل إلى تشطير المجتمع الى صنفين ، وكانت قوى حية وكذلك جمعيات من المجتمع المدني تتحرك ، بخلاف ما يقع اليوم حيث قسم دعاة الطائفية المجتمع ويزعمون بأنهم ينطقون باسم الإله والآخرون ليسوا سوى مجموعة فاسدين".
وبلغة حازمة قال اليحياوي :"يجب حل حركة التوحيد والإصلاح كما أن حزب العدالة والتنمية ينبغي إعادة تأطيره وفق قانون الأحزاب حتى لا يستغل قياديوه كل مهرجان خطابي لتوظيف الدين في دعواتهم ووضع حد لهذه الميوعة لكي نبنى مغربا آخر، بتعبير آخر "خصنا نعاودو العجنة" لأن البيجيدي منذ قدومه أفسد لنا المسار والمشهد فلو أخدنا على سبيل المثال فقط موضوع الندوات سنجد أنها كانت زاخرة ومكثفة في تلك الفترة برجالها الذين ذكرت بعضا منهم وقيمتها ومضمونها التوعوي وهي تختلف بشكل كبير مقارنة مع ندوات ومحاضرات اليوم مع عمرو خالد في الحلال والحرام والريسوني في ما يجب وما لا يجب ومع عبد الله النهاري والفيزازي وغيرهم، لهذا أؤكد بأنه ينبغي إيقاف هذا العبث وهذه الميوعة ".