مع كل احتجاج اجتماعي جديد في المغرب يبرز الإماميون، نسبة إلى إمامهم الذي علمهم سحر قومة لم تقم منذ سنوات عديدة والأماميون، نسبة إلى اسم يحيل عديد النوستالجيين إلى حركة «إلى الأمام»، التي لم يبق منها إلا الاسم، ومعها تشكيلات اليسار العدمي لأجل الامتطاء والركوب، والدفع بالأكنة المحتجة لأجل مطالب اجتماعية عادية إلى تبني شعارات لا علاقة لها بجوهر تلك المطالب.
أكثر من هذا، وهذه مسألة عشناها منذ سنوات عديدة، وكلما ارتفع صوت مغربية أو مغربي مطالبا بحقه وبالعيش الكريم إلا ووجد هؤلاء الحالمون بخرافة القومة، مع العانسين جماهيريا الذين يتخفون فيهم الفرصة لكي يسيئوا لتلك الاحتجاجات العادية والمطلوبة، والتي يتعامل معها المغرب بتحضر ودون أي رفض لها، ولكي يدفعوا مثلما يفعلون اليوم في جرادة بالناس إلى أتون المجهول ونقطة اللاعودة.
لا يهم هؤلاء الراكبين على مآسي الناس وأحزانها أن يذهبوا بالساكنة البريئة إلى السجن والاعتقال مثلما وقع في وقت سابق لشباب الحسيمة، الذين تورطوا في أعمال تدخل تحت طالة القانون، ولا يهم هؤلاء المتاجرين بفقر الناس وأحلامها أن يموت كل أسبوع شاب جديد، لأنهم يبحثون عن الشهيد الذي يعلقون عليه شماعة فشلهم في الوصول إلى ما أرادوه ويفرحون كلما سقط جريح أو قتيل عكسنا نحن المغاربة الأسوياء، الذين نحزن ونعتبر فقدان أي روح أمرا جللا مسنا جميعا.
لهؤلاء الذين لا يملون الركوب والامتطاء، نقول لهم بصوت واحد: المغاربة أيضا لن يملوا من الدفاع عن وطنهم في وجه هؤلاء العدميين والحالمين بالقومة التي لن تقع.
المغاربة كلهم مع مطالب الناس العادلة، لكن المغاربة كلهم ضد من يريد الركوب فوق ظهورهم لا أقل ولا أكثر.
وللموضوع صلة بكل تأكيد.
AHDATH