رغم البرنامج التنموي، الذي أقرته الحكومة و الإجراءات، التي اتخذتها من أجل وضع بنية تحية قادرة على توفير مناصب الشغل لاستيعاب الشباب العاطل لإخراجه من الاستمرار في الاستغلال العشوائي للفحم الحجري مع ما يحمله ذلك من مخاطر. فإن بعض الأطراف أبت إلا الركوب على موجة المطالب الاجتماعية من أجل تسخيرها لأغراض سياسية.
و في هذا الصدد تلاقت أهداف جماعة العدل و الإحسان مع مصالح فئة من العدميين، الذين يتربصون بمصالح البلاد و العباد، و شرعت في النفخ على جدوة نار الاحتجاجات لتدفع بها نحو الخروج على طابعها المطلبي الصرف بهدف تحويلها إلى فوضى تعرقل تنفيذ المشاريع المبرمجة في أفق خلق المزيد من الاحتقان لغايات باتت لا تخفى على أحد.
و تؤكد الوقائع و المعطيات أن الاحتجاجات تسللت إليها إيديولوجية هدامة تروم استغلالها في إرباك المسلسل التنموي. لهذا لم يكن ممكنا أن تستمر الدولة في التفرج لأن مهامها تفرض عليها التدخل وفق القانون لقطع دابر زارعي الفوضى.
في هذا السياق جاء بلاغ وزارة الداخلية، ليومه الثلاثاء 13 مار 2018، الذي أكد على أن أحقية الوزارة ، وانطلاقا من صلاحياتها القانونية، في إعمال القانون بجرادة من خلال منع التظاهر غير القانوني بالشارع العام والتعامل بكل حزم مع التصرفات و السلوكات غير المسؤولة، حفاظا على استتباب الأمن وضمانا للسير العادي للحياة العامة وحماية لمصالح المواطنات والمواطنين.
وقالت الوزارة إنه بالرغم من المجهودات، التي بذلتها الدولة لمعالجة الإشكالات المطروحة على مستوى إقليم جرادة، تأبى بعض الفئات إلا أن تضع هذه المجهودات على الهامش من خلال سعيها بكل الوسائل إلى استغلال المطالب المشروعة المعبر عنها، وتحريض الساكنة بشكل متواصل على الاحتجاج بدون احترام المقتضيات القانونية، مما يربك الحياة العادية بالمنطقة.
وذكر البلاغ أنه إيمانا منها بضرورة معالجة الإشكالات المطروحة على مستوى إقليم جرادة، حرصت الحكومة على إبداء تفاعلها الإيجابي مع كل المطالب الاجتماعية والاقتصادية المعبر عنها من طرف كل الفاعلين المحليين، من ساكنة ومنتخبين وفعاليات سياسية ونقابية ومجتمع مدني، وفق مقاربة تشاركية تم الإعلان خلالها عن إجراءات عملية وملموسة تهم العديد من القطاعات ذات الأولوية، والتي أفصح عن خطوطها العريضة السيد رئيس الحكومة في زيارته رفقة وفد وزاري هام للجهة الشرقية بتاريخ 10 فبراير 2018.
ونظرا لأهمية وجدية هذه الإجراءات، يشير البلاغ، فقد أصدرت الهيئات السياسية والنقابية وفعاليات المجتمع المدني بالإقليم، فضلا عن رؤساء الجماعات الترابية، بيانات تم التعبير من خلالها عن ارتياحهم الكبير للتفاعل الإيجابي للسلطات العمومية مع انتظارات وتطلعات الساكنة، معتبرين أن المقاربة المعتمدة من شأنها أن تعطي دفعة قوية لتنمية الإقليم.