من الضروري الانتباه للطريقة التي تعاملت بها « الكتائب » عبر الفيسبوك وتويتر ومواقع التواصل الاجتماعي مع الحوار الكبير الذي خص به عزيز أخنوش مجموعة « ميد راديو/ الأحداث المغربية »، وكيف انهالت هاته الكتائب - في فورة غضب جاهلية - على الضيف وعلى المجموعة التي استضافته وعلى البلد بأسره بل وربما على القارة وعلى العالم أجمع بعبارات السباب والشتم والغمز واللمز مما يدل على طبيعة المرسِل ولا يعني شيئا للمرسَل إليه، اللهم بعض الملاحظات العابرة والضرورية واللامفر منها مثلما يقال
أهم هاته الملاحظات أن التيار الذي يدعي الدفاع عن الديمقراطية، وخوض معاركه الدونكيشوتية ضد الوهم المسمى « التحكم » هو أبعد تيار في الدنيا كلها عن الديمقراطية، وهو التجسيد الأمثل للتحكم الحقيقي، إذ لا يتحمل سماع صوت مخالف أو معارض، ويرفض السماح لمن يعتبرهم خصومه أو أعداءه أو منافسيه بالكلام، وربما لو دانت له الأمور مثلما حدث في أماكن أخرى بعيدة عنا أو قريبة منا لمنعهم حتى من حقهم في الحياة
هذا الشعور بالضيق من الآخر والذي يجد تجسيده في حرب هذا التيار ضد أي اختلاف وضد أي مختلف ليس وليد اليوم. هو في الحقيقة أساس وجود هذا التيار الذي يؤمن بحقيقته الواحدة والوحيدة والمطلقة، ويعتبر كل المختلفين معه فاسدين أشرارا تحركهم المصالح الخاصة والجهات الخفية، فيما هو تيار الإصلاح والصلاح، الملاك الوحيد النازل من السماء على هاته الأرض الذي يمارس السياسة ابتغاء مرضاة الله، والذي يزهد في كل شيء لأجل عيون الآخرة وما إليه
لاداعي لوصف هذا التفكير، إذ كلمة « الغباء » تبقى قاصرة عن الإلمام بتفاصيله كلها، يكفي أن نقول إنه التفكير الشمولي حين يعمي القلوب ويعمي معها الأبصار ويعمي معها كل منافذ النظر والحياة.
الأحداث المغربية