قالت و. م. إحدى المشتكيات بتوفيق بوعشرين في محضر الاستماع اليها من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إنها توصلت بمكالمة هاتفية من بوعشرين أخبرها فيها بأنه على استعداد لإيجاد منصب لها في جريدته، وذلك بعدما كانت أخبرت العديد من زملائها، وبينهم "م.ف"، الذي كان يعمل حينها في جريدة "أخبار اليوم"، بأنها تبحث عن عمل في إحدى اليوميات، والذي اقترحها على بوعشرين.
وذكرت انه في الاتصال الأول، أطلعت وداد بوعشرين بأنه لا يمكنها أن تكون رهن إشارته في العمل لكونها تتابع دراستها وقتها في سلك الماستر، واقترحت عليه العمل كمتعاونة مقابل مبلغ مالي، وهو ما وافق عليه بوعشرين، حيث اشتغلت في الجريدة كصحافية متعاونة إلى غاية نهاية الماستر سنة 2014، وأعادت ربطت الاتصال ببوعشرين وأخبرته بأنها متفرغة وعلى استعداد للعمل، وطلب منها انتظار اتصال هاتفي منه.
وفي أواخر يناير 2015، تضيف و.م ، تلقت اتصالا من بوعشرين، حيث أخبرها بموافقته على طلبها للعمل في جريدته، مطالبا إياها بالالتحاق بمقر العمل لمناقشة تفاصيل عقد العمل، واستقلت القطار في اتجاه الدار البيضاء، وبمجرد دخولها إليه وجدت كاتبته الخاصة تهم بمغادرة مقر العمل الذي لم يكن موجودا فيها غيرها من المستخدمين.
وبعد دخولها إلى مكتبه، تقول و.م في محاضر الاستماع إليها، إنها جلست أمامه في مكتبه بعد أن رحب بها، وبعد حديث قصير بينهما حول قضايا السياسة في المغرب، اتجه بوعشرين نحو باب المكتب وأقفله ثم جلس على كنبة مقابلة للمكتب وطلب منها الجلوس بجانبه، ولبت طلبه على اعتبار أن الأمر يتعلق بجلسة لم يناقشا بعد تفاصيلها.
وبعد جلوسها بجانبه، تضيف الصحافية وداد، شرع بوعشرين في التغزل بها، ثم بدأ في تلمس أطراف جسدها في إيحاءات جنسية منه، لينتقل إلى تقبيلها ومداعبتها (…)، الأمر الذي فاجأها وأثار استغرابها لأن اللقاء كان مخصصا لمناقشة عقد العمل.
وأوضحت ، في محضر الاستماع إليها، أنها حاولت مجاراته في بعض سلوكاته التي لم تستطع رفضها في البداية لأن بوعشرين وضعها في ظرفية لم تستطع معها استيعاب ما يقوم به عليها، ثم تحينت الفرصة لإنهاء هذه السلوكات دون تحقيق ما يرغب فيه لتعارضه مع قناعاتها، إلا أن بوعشرين كان يقابل محاولتها التملص منه بإلحاحه على ممارسة الجنس معه.
وحين وقوفها أمامه لمحاولة صرفه، تقول المتحدثة، أمسك بها من الخلف بقوة (…) في حركات عنيفة منه أحست فيها بالألم على مستوى صدرها وبطنها.
وبعدما استوعبت أن بوعشرين لن يتوقف عن سلوكاته الجنسية، لأنه كان في حالة هيجان واندفاع غير عاديين، وواصل قيامه بسلوكاته حتى كادت تسقط أرضا في العديد من المرات نتيجة انهيار قدرتها البدنية ونتيجة انهيارها عصبيا، الأمر الذي دفعها، بعدما رفض توسلاتها إليه بالتوقف، إلى الصراخ بصوت عالي في محاولته لإسماع صوتها خارج المقر مع محاولتها المتكررة الهروب والتي صدها بقوة.
وقالت و.م إن بوعشرين، خلال محاولته ممارسة الجنس عليها باستعمال القوة والعنف، تسبب في خنقها بيديه وكانت على وشك فقدان الوعي.
وبعد اقتناعه بعدم رغبتها في ممارسة الجنس، غير من سلوكه ونهج معها أسلوب التهدئة وأقنعها بعدم الخروج من مكتبه في تلك الحالة واستمر في تهدئتها حوالي 20 دقيقة أصر فيها على نقلها إلى غاية منزلها خارج الدار البيضاء، وظل طيلة الرحلة يعتذر عن سلوكاته، إلا أنها بمجرد وصولها إلى منزلها نبهته من تكرار تلك الأفعال في حالة عملت رفقته وأنها لن تقتصر وقتها على مقاومته فقط.
وبعدها بأيام، في شهر فبراير، اتصل بها بوعشرين من جديد وطلب منها الحضور إلى مكتبه لتوقيع عقد العمل، ولدى قدومها استقبلها المسؤول عن الموارد البشرية فوقعت العقد وباشرت العمل في اليوم نفسه.
وقالت إنها بعدما وضعت مسافة بينها وبين بوعشرين خشية تكرار أفعاله، لجأ إلى الضغط عليها بتكليفها بمهمات وواجبات عملية لم تكن عادية كباقي زملائها، ما ولد لديها قناعة بأنه يرغب في الضغط عليها في احتمالين، تلبية رغباته الجنسية أو أن تبادر إلى إلغاء عقد العمل من طرف واحد.
وأوضحت وداد أن بوعشرين واصل ضغوطاته عليها بشكل يفوق طاقتها، إلى درجة لجأت إلى استعمال أدوية مكملة، كما تعمد إلغاء بعض أسفارها إلى الخارج في إطار العمل، وهو الأمر الذي اقتنعت من خلاله أنها مستهدفة ومقصودة من ضغوطاته، التي دفعتها إلى مغادرة العمل بعد حوالي 4 أشهر فقط مكرهة، وطالبها بعدم الحديث في موضوع تصرفاته مع أي شخص، وهو ما اضطرت إلى تلبيته لأنها لا ترغب في مثل هذه الفضائح التي ستؤثر على مسارها المهني، إضافة إلى تداعيات ذلك داخل وسطها العائلي.