الكثيرون لاموا عبد العالي حامي الدين على تسييس ملف توفيق بوعشرين رغم أن الأمر يتعلق بمتابعة لأفعال جنائية، والكثيرون لاموا بعض محاميي المتهم المذكور لأنهم أصروا على جر القضية نحو النقاش السياسوي لكي يفرغوها من فظاعة الأفعال الجنائية الموجودة فيها، ولكي يجدوا لموكلهم طريقة هروب من التهم التي - إن صحت - ستكون وبالا وثقيلة عليه، وهذا مما سينظر فيه القضاء وسيقول كلمته الفصل مستقبلا.
الكثيرون تعمدوا هذا اللوم، رغم أن جزءا من هؤلاء « الكثيرين » و «الكثيرات » حاولوا جر الملف من جهتهم إلى مجال سياسي آخر من خلال البحث في طبيعة من يساندون بوعشرين في محنته، والاتكاء على انتسابهم لجزء من شبيبة حزب معين ترى نفس رؤية بوعشرين للأمور، إلى أن أطلقت عليه التسمية الشهيرة قبل اعتقاله « صاحب الأمر اليومي » بعد أن اتضح أنه لايكتب من محبرة آرائه، بل من محبرة مايوحي به « الرضا » والنور في حزب سياسي قريب إليه، وفي تيار محدد داخل هذا الحزب مما لم يعد يخفى على أحد وأصبح حديث الخاص والعام..
هذا اللعب السياسوي من الجهتين سيء للغاية، وضحاياه الوحيدون هم ضحايا بوعشرين إن صحت التهم الموجهة إليه، لأن الفتيات والنساء اللائي تعرضت سمعتهن للتشويه هن وعائلاتهن وأزواجهن للمتزوجات وآباؤهن وأمهاتهن وإخوانهن للعازبات سيجدن أنفسهن داخل دوامة لن تنتهي أبدا، بين من يعتقد أنه من حقه التشهير بهن وبأخلاقهن فقط للدفاع عن موكله، وبين من يتصور أنه يحق له وضع صورهن وأسمائهن وتفاصيل علاقاتهن المفترضة بالمتهم فقط لكي يزيده إغراقا في وحل هاته القضية غير النظيفة والموحية بأسرار كبرى فور انكشافها سيكون لها أثر وخيم
في الحالتين نطلب الرفق بالضحايا أما الأطراف الأخرى، فكل اللاعبين يعرفون جيدا حدود اللعب المرسوم، ونوعية الملعب ونوعية خطة كل مركز فيه… دونما توضيح للواضحات، لأنها في الحين ستصبح فاضحات.