العلم أساس كل شيء في الوجود فلولا هذه الدرة النفيسة لما جرت الحياة كما هومخطط لها من قبل السماء فبالعلم تعمر الأرض ، و بالعلم تحيا الإنسانية ، و بالعلم تبنى الأوطان و بالعلم يستطيع الإنسان رسم خارطة طريق مستقبله أفضل ، إذاً العلم مصدر ، و أساس الوجود فالإنسان المتعلم ، و المثقف ، و صاحب المستوى العلمي الرصين قادر على صنع المعجزات ، ولا مستحيل يقف أمام طموحاته المهذبة ؛ لأنه يمتلك مفاتيح الحل و طرق الخلاص الناجعة ، و أيضاً فإن بناء الشخصية المتكاملة يعتمد و بالدرجة الأساس على مستوى القدرات العلمية و المؤهلات الفكرية و مدى الاطلاع المعرفي كي يكون ذو القيمة فعالة تتمتع بدور ايجابي مهم و صاحب مكانة المرموقة في المجتمع أما خلاف ذلك ومع الافتقار للعلم فلا شخصية صالحة و غير متكاملة بل تكون مهزوزة و موضع سخرية و استهزاء في الوسط الإنساني بل و غير مرغوب فيه و السبب في ذلك هو فقدان العلم و تخلي الإنسان عن أسمى جوهرة هو دائماً بحاجتها أينما حل و أرتحل فلا مناص من ضرورة تسلحه بالعلم و الفكر المستمد أصوله من ديننا الحنيف فيبقى داخل الإطار العام للإسلام المحمدي الشريف وخير ما نذكره هنا و يفيد في المقام ما تطرق إليه عمالقة الفكر العربي و جهابذة العلوم من القدامى و المحدثين فيما يتعلق بأهمية العلم و دوره الكبير في بناء الشخصية المتماسكة و المتكاملة من جميع الاتجاهات على نحو يتماشى مع قيم الإسلام و مبادئه المتينة نجد أحدهم يقول : ( لا خلاف في أن العلم هو المحفز الرئيس بل المقوم للعمل لبناء الشخصية و تربيتها و الحصول على التكامل الأخلاقي و المعنوي و نيل سعادة الدنيا و الآخرة ، أما الجاهل فبجهله يفقد انسانيته و يصبح في عِداد الأموات فلا كلام في تكامله و سعادته ). و لعلنا نجد هنا في هذا الكلام ما يكون لنا خير زاد و خير رفيق في هذا العالم الفسيح و تلك أيضاً دعوة صادقة لان ننهل من معين العلم الصحيح لا العلم القائم على أسس ركيكة غير رصينة و أدلة واهية فارغة المحتوى تكون الضحالة فيها سيدة الموقف و التي تؤدي بالإنسان إلى نهايات لا جدوى منها و العيش في أوساطها مدعاة للتهكم و السخرية من قبل الآخرين ومن هنا نتيقن العلة التي تقف وراء تأكيد الإسلام على ضرورة الانخراط في دور العلم و الاستزادة منها حتى لو كانت تلك المهمة الإنسانية في أطراف الكرة الأرضية فعن الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله و سلم ) أنه قال ( طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة ) ولا نجد ما نختم به مقالنا أفضل من تلك الكلمات الغزيرة في معناها و الجليلة في ألفاظها و البعيدة في غاياتها و أهدافها النبيلة.
بقلم // حسن حمزة العبيدي