أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في كلمته أمام البرلمان الأوروبي، أن الخلاف مع قطر يعود إلى العام 1995، عندما سيطر والد الأمير الحالي على البلاد، وبدأ بعلاقات تآلف مع جماعة الإخوان المسلمين. صبرت السعودية كثيراً، بل حاولت بهدوء على مدى 15 عاماً ثني الإمارة الصغيرة عن سياسة طعن أشقائها والتحريض والبذاءة.
جرّبت قطر كل الخدع بما فيها حثّ مرتزقة الإعلام لتشويه صورة المملكة والإمارات والبحرين ومصر. سقطت الدوحة في محاولاتها اليائسة في قلب الحقائق، وازدادت دول المقاطعة صلابة ومصداقية وقوة.
أوهنت المقاطعة اقتصاد الدوحة فلجأت للخطة الثانية، منعت الدوحة حجيجها من السفر لأداء شعيرتي الحج والعمرة، إلا أن عدداً كبيراً من الحجاج القطريين دخلوا السعودية آمنين وأدوا مناسكهم بيسر، غضبت الدوحة من حجاجها فاستجوبتهم وكأنهم جواسيس أجانب على أراضيها.
تفتق ذهن عزمي بشارة ورَبعه، فلجأت قطر للمؤامرة الثالثة وهي الترويج لما أسمته “تدويل الحرمين”، زعمت قطر وجود حاجة إلى إشراف دولي من الأمم المتحدة على أعمال الحج والمدينتين المقدستين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، لم يلتفت أحد للدعوة المشبوهة، بل أصبحت الإمارة الصغيرة أضحوكة بين دول العالم، هنا رسبت قطر بامتياز بسبب تبنّيها الأكاذيب التي تسربت إليها عبر أنفاق الصرف الصحي الإيرانية.
السقطة الرابعة وقعت على رأس المندوب القطري عندما تم طرده من غزة، أظهرت تسجيلات تلفزيونية غضب الفلسطينيين من السفير محمد العمادي إذ رموه بالأحذية ومزقوا علم قطر.
بعد أن أعيتها تبعات المقاطعة العربية، وبدأت تعاني على كافة الأصعدة، قررت قطر تجربة خدعة خامسة، اعتقد أمير قطر أن دعوته لإنشاء تحالف أمني إقليمي على غرار الاتحاد الأوروبي ستلقى رواجاً في المنطقة، يا له من حمق سياسي غير مسبوق، فقطر لا تزال المتهم الأول بتمويل الجماعات الراديكالية في أوروبا، جددت السعودية رفضها لدعوة الدوحة المشبوهة، بل إن الرياض طالبت بأن توقف قطر دعمها للإرهاب وتدخلها السافر في دول المنطقة.
بدأ الشلل الذهني يعصف بالدوحة؛ أعيتها تبعات المقاطعة العربية وعدم تجاوب العالم مع ترهاتها ومحاولاتها للعودة للعالم المتحضر، لم تفلح بكائيات أمير قطر المتكررة أو رحلات وزير خارجيته المكوكية في تغيير الموقف الدولي، فكل الدلائل تشير إلى دعم دويلة قطر للتطرف وتمويل الجماعات الإرهابية، نعم العالم كله شاهد على نشر الدوحة الأكاذيب عبر منصتها الإعلامية التي تدعو إلى تبنّي الفكر الشاذ والعنف والكراهية، النتيجة فشل الوساطات العديدة التي قادتها الكويت لحلحلة الأزمة التي تواجهها الدوحة مع جيرانها ومع العالم.
حتى أروقة الكونغرس الأميركي ووحدة مكافحة التجسس بوزارة العدل الأميركية تلاحق وسائل إعلام قطرية حول تورط “نشطاء أجانب” في أنشطة تخريبية.
تقع الدوحة تحت حالة يأس بسبب ضغط رباعي الأبعاد، المواطن القطري بدأ يرفض انسياق بلاده وراء المحاور الإقليمية المتعثرة، جزء كبير من الاستثمارات خرجت من قطر، جيران قطر “انحاشوا” عنها بسبب تصرفاتها الصبيانية، والعالم الحر أصبح مقتنعاً بفشل قطر في حراكها الفكري وأدائها السياسي.
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حذّر الوزراء الأوروبيين المجتمعين في مؤتمر ميونخ من أنهم لا يرون الجانب المظلم لقطر، لا شك أن هذا التحذير سيكون له صدى قوي ومؤثر على تعامل العالم كله مع دويلة الفتنة في الفترة القليلة القادمة.
(عن "العرب" اللندنية)