فتح الله أحمد
أخيرا خرجت الإعلامية الفاتنة خلود جابري الضحية اليارزة في ملف الإعلامي المثير للجدل، وصاحب القلمين اللذين لا يخطئان (موضع القدف ). على إحدى المواقع الالكترونية الوطنية في تصريح مطول يعتبر الأجرأ في مثل هذه القضايا التي ظلت مثار جدل في المجتمع المغربي ، حيث أماطت فيه اللثام عن معاناتها ومعاناة زميلاتها في العمل مع مديرهن، صاحب الجرائد الأكثر مقروئية على الإطلاق، جاعلة منه صاحب أشهر قضية سيتعدى صيتها الداخل، (امبراطور صحافة القوادة والدعارة) كما نعتته!!!وعلى رغم حساسية القضية، وما يمكن أن يثار حولها من تأويلات مست شخص المدعية منذ اليوم الأول على تفجرها ، حيث بدأت تتناسل حولها الروايات التي تخبط خبط عشواء، بين من وصفها بطعم الصنارة، الذي علق فيه الرجل، وبين من اعتبرها مجندة من جهات ضده تكن له الحقد بسبب ما يكتبه ضدها، و لم يفنذ كل تلك ( الخرايف) إلا صدور بلاغ الوكيل العام باستئنافية البيضاء الذي رفع اللبس عن دوافع اعتقال بوعشرين من مكتبه ، حيث كان الحدث بمثابة زلزال في الحقل الإعلامي لدرجة جعل البعض من زملاء المهنة أول الأمر يطلقون المقالات على عواهنها متهمين فيها الدولة بكل بلادة أنها وراء اعتقال زميل لهم بهدف إخراسه ،وأن ذلك يعتبر أكبر ردة في تاريخ المغرب على المستوى الحريات الصحافية ، متناسين أن خطوة كهذه لا يمكن أن تنساق إليها مؤسسة قضائية بدأت تسوق استقلال نفسها على المستوى المحلي والدولي بفكها الارتباط مع كل ما من شأنه ان يجعلها خاضعة لسلطة وزارة العدل التي توارت الى الخلف و انحصرت مهمتهما في رسم السياسات الجنائية فقط ، وهي مغامرة من المستحيل الإقدام عليها خاصة أمام تعهدات المغرب تجاه المنظمات الدولية ذات الصلة بمجال حقوق الانسان.. والتي تضعه دائما تحت المجهر.
قضية بوعشرين وهي تسرد جزاء من تفاصيلها الفاتنة خلود بمرارة في شريط مصور ، تشبه في طريقة حبكتها وتنفيذها إلى حد كبير رغم اختلاف الزمان والمكان قضية الكوميسير ثابت التي جابت العالم على صدر صفحات الجرائد الأكثر انتشارا ، ورغم انها ما تزال في طور طفو جزء منها على السطح إلا أن ما خرجت به خلود يعد صادما. قد يكشف كثيرا من الغموض الذي ظل يحيط به الرجل نفسه والهالة التي كان يدثر بها شخصيته، قد يجر معه خلال أطوار التحقيق شخصيات وازنة ظلت توفر له غطاء السلطة بالمعلومة، وتفضح المستور في عالم صحفي لم يسبق لأحد مثله أن تورط بهكذا جرائم ، كما عددتها النيابة العامة، إذ من المتوقع ان تستغرق محاكمته بين سين و جيم شهورا عديدة في ردهات المحكمة ، قبل ان تنطق حكمها النهائي ، المرجح فيه حسب الافعال المنسوبة اليه ان يكون قاسيا جدا، سينهي امبراطوريته الاعلامية التي بناها بقلميه الى الابد .