من حق النائبة البرلمانية أمينة ماء العينين ،أن تتبني كل التأويلات الممكنة في الدفاع عن "براءة" مفترضة أو دحض اتهام "باطل" لتوفيق بوعشرين، لكن من الأخلاق أيضا أن تتعاطف على الأقل مع المناضلة في صفوف حزب العدالة والتنمية أمل الهواري التي تقدمت بدورها بشكاية ضد المتهم.
وعوض أن تهتم النائبة ماء العينين بقضية عذرية خلود الجابري، التي اتهمت بوعشرين بالاحتكاك بها وتقبيلها بالعنف ومحاولة اغتصابها، كان عليها أن تهتم بقضية أمل الهواري، والتي هي بالمناسبة زوجة محترمة وأم، و التي تعرضت كغيرها للتحرشات أو الاعتداءات الجنسية لمدير "أخبار اليوم".
غير أن أمل الهواري، على ما يبدو ليست محسوبة على تيار بنكيران بل على تيار الوزير الرباح، وبالتالي، لا يهم، أن تكون عرضة للتحرش أو الاغتصاب.
و تدرك السيدة النائبة المحترمة، التي ادعت ذات يوم أنها تتعرض للتحرش الجنسي عبر رسائل نصية، و وضعت شكاية في الموضوع، قبل أن يكشف البحث أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد "لعبة" بينها و بين زوجها، تدخل في باب التشويق والشوق .. أن هوية المُتحرش بها أو مهنتها أو أخلاقها لا تهم القانون، حتى ولو كانت عاهرة، وإنما الفعل الصادر عن المتحرش.
لقد كان أولى بالنائبة المحترمة أن تتضامن مع سيدة محصنة تتقاسم معها النضال في صفوف الحزب عوض أن تحوّل الأنظار عن جوهر القضية لمناقشة قضية عذرية كان السيد توفيق يريد أن يعلقها على جدار مكتبه.
إدريس شكري