تكسرت الرأس القاصحة بنكيران على صرخة فضيحة توفيق بوعشرين، و ألجمت ثنائية "الجنس والدين " لسانه، فلم يصدر عنه أي تصريح بعدما ظل طوال سنوات يخوض في كل أمر عسير أو حقير.
السؤال هو لماذا لاذ بنكيران بصمت قاتل رغم أن إحدى مناضلات حزبه "التقي والنقي" تقدمت بشكاية؟
وهو سؤال تترتب عنه عدة أسئلة بالضرورة: لماذا لم تلجأ أمل الهواري إلى الحزب لبث شكواها، سواء عند الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني أو عند عبد العالي حامي الدين الذي يترأس منتدى الكرامة التي هي عضو فيه؟
لا شك أن وراء الأكمة ما وراءها، فالسيدة متزوجة، وزوجها عضو في المجلس الوطني للحزب "الإسلاموي"، فهل كان ضروريا أن تلجأ إلى القضاء أم أنها اضطرت اضطرارا لوضع شكايتها بسبب ما لاقته من طرف نساء الحزب، اللواتي أسرت لهم أمرها، من صد و نكران.
في هذه الحالة، على حزب العدالة والتنمية أن يتخذ موقفا واضحا مادامت إحدى الضحايا عضو في صفوفه، وبدأت مشوارها المهني في "التجديد"، قبل أن تختار وجهة أخرى بعد الإغلاق.
سؤال آخر يتبادر إلى الذهن أين وقع "التماس" بين أمل الهواري و توفيق بوعشرين، و ما دور حامي الدين ( الصديق لهما معا) في هذا اللقاء.
هل كان يعلم رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان بما تتعرض له "القيادية" في المنتدى من تحرش و إغراء؟ ألم يلحظ ذلك في سلوك صديقه الحميم؟
إن قضية أمل الهواري تجعل عبد العالي حامي الدين في قلب المعادلة.. تماما كما جعل مقتل بنعيسى أيت الجيد حامي الدين في قلب الجريمة.
إن القضية مقعدة أكثر من اللازم، ويبدو أن الحزب "الحاكم" طرف فيها، ولعلها تتصل ـ في العمق ـ بحسابات داخل صفوفه، ولا علاقة لها بافتتاحية "المال والسلطة" بل بمأزق "الجنس والدين"...