لنقل إن الهمة الآن في وضعية وضوح وظيفي الآن، إنه مستشار لدى الملك، لا سلطة له ولا نفوذ، بل إن اختصاصاته تنحصر في تقديم المشورة للملك، وإنجاز المهام التي قد يكلفه بها في إطار الاختصاصات التي يعطيها الدستور للمؤسسة الملكية. إنه بشكل أوضح مجرد موظف ملكي سام، لاحق له في إصدار التعليمات إلي الوزراء أو مدراء المؤسسات العمومية أو الأحزاب…
وقد كان جيدا أن يقدم الهمة استقالته من حزب الأصالة والمعاصرة، حتي لا ننتقل من مقولة حزب صديق الملك إلى حزب مستشار الملك، إن الأصالة والمعارضة الآن، وبالحجم الذي حدده له الناخبون في اقتراع الخامس والعشرين من نونبر، حزب كغيره من الأحزاب السياسية الوطنية، وليس من حق أحد أن يطالب بحله أو رحيله وفق موضة المرحلة، فقط عليه أن يقنع الجميع بأنه سيد قراره.
ثم إنه لم تعد هناك حكومة للظل في المغرب الدستوري الجديد، الدستور واضح ولا يقبل أي تأويل غير ديمقراطي، وصلاحيات الملك محددة على سبيل الحصر ويمارسها وفق المقتضيات الدستورية، وإذا ما حصل عكس ذلك، أي أن يتجبر المستشارون وننتقل من خط التماس مع الملكية البرلمانية إلي الملكية التنفيذية من جديد، فذلك لأن طبقتنا السياسية ضعيفة، ولأن رئيس الحكومة عاجز عن ممارسة صلاحياته، والبرلمان غير قادر على تحريك سلطه.
حتى الآن لا شيء من هذا يمكن الجزم به، بل على العكس من ذلك، كل المؤشرات تدل على أننا سائرون نحو ممارسة برلمانية قوية، يكفي فقط التمسك بالأمل والقدرة عليه، مع الكف عن نشر شعبوية مقرفة.