تعيش النقابة الوطنية للصحافة المغربية، منذ أيام، حالة غليان غير مسبوقة، بعد إعلان عبد العالي حامي الدين، المتورط في جريمة اغتيال الطالب اليساري محمد بنعيسى آيت الجيد، تنظيم ندوة صحفية بمقر النقابة بالرباط، للدفاع عن نفسه، والتأثير على القضاء.
واعترض العديد من أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة على هذه الخطوة، معتبرين أنه لا مكان لمن تلطخت أيديهم بالدماء، داخل مقر النقابة.
ويوجد البقالي في حيرة من أمره، ولم تصدر عنه أي مواقف أو تصريحات بخصوص هذه الفضيحة.
وفي ما يلي، آخر رسالة موجهة إلى البقالي، من زهير الداودي، عضو المكتب التنفيذي.
إلى السيد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية
الأستاذ عبد الله البقالي المحترم
تحية أخوية وتقدير خاص،
السيد الرئيس،
علمت، كباقي أعضاء المكتب التنفيذي، أنكم أعطيتم الموافقة على طلب تقدم به السيد عبد العالي حامي الدين، رئيس "منتدى الكرامة لحقوق الإنسان"، إليكم من أجل استغلال القاعة الكبرى للنقابة الوطنية للصحافة المغربية لتنظيم ندوة صحافية يوم 2 مارس المقبل.
السيد الرئيس،
كانت نقابتنا دائما، وستظل، منفتحة بشكل إيجابي على محيطها الإعلامي والسياسي والنقابي والحقوقي والثقافي والمجتمعي، حيث أن مقرها الرئيسي، كما باقي فروعها الجهوية، يحتضن على مدار السنة أنشطة ولقاءات وندوات لمختلف الجمعيات والمنظمات.
غير أنه، واستنادا إلى المضمون الإشكالي الواضح للندوة التي سينظمها رئيس "منتدى الكرامة لحقوق الإنسان" في مقرنا المركزي، فإني أثير انتباهكم إلى بروز إمكانية جدية لحصول مواجهات عنيفة بين رئيس وأعضاء المنتدى، وبين أسرة مناصري "قضية آيت الجيد". وهناك أخبار تفيد أن "فصيل القاعديين" يحضر لإنزال كبير أمام مقر النقابة احتجاجا على عقد هذه الندوة الصحافية، واستنكارا لاستقبال مقرنا لهذا النشاط الإشكالي.
السيد الرئيس،
بسبب وجود خطير وشيك ولدواع أمنية صرفة، أنشادكم أن تخبروا، باسم كل أعضاء نقابتنا، رئيس "منتدى الكرامة لحقوق الإنسان" باستحالة احتضان ندوته الصحافية التي ينوي تنظيمها في مقرنا المركزي.
وهناك مؤشرات ملموسة على خطورة الوضع استنادا إلى الرسالة الموجهة إليكم من طرف أسرة آيت الجيد، هذا إضافة إلى الحملات الإعلامية والسياسية المتواصلة ضدنا في المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الإجتماعي والتي تآخذ على النقابة قبول استقبال ندوة صحافية ذات طابع إشكالي غير خاف عنكم.
السيد الرئيس،
مرة أخرى، نحن مع الانفتاح على محيطنا، وهذا ما حرصنا على القيام به بشكل ودي عندما يتعلق الأمر بفتح مقراتنا أمام الجمعيات والمنظمات التي تلجأ إلينا من أجل تنظيم أنشطتها العادية.
ولأن الأمر ليس كذلك بشأن الندوة الصحافية ل"منتدى الكرامة لحقوق الإنسان"، فاسمحوا لي أن أقول إننا نرفض أن نفتح مقراتنا لنشاط هو أصلا، ومنذ سنوات، موضوع نزاع قضائي وتجاذب سياسي وتراشق إعلامي.
السيد الرئيس،
إن حماية مقرات النقابة من أي سوء محتمل هي من صميم مسؤولياتكم، وأنا على يقين أنكم ستتخذون الموقف المناسب الذي يخدم إطارنا الوطني بعيدا عن أية تطورات أمنية محتملة قد يشهدها المقر بسبب الندوة الصحافية المذكورة.
كل المودة والتقدير
زهير داودي
عضو المكتب التنفيذي