شخصيا لا أكن أي تقدير أو تعاطف مع الصحافي توفيق بوعشرين، المتابع بتهم خطيرة مرتبطة بالاتجار والعنف ضد النساء.. لكن أود ان نترفع نحن معشر المناضلات والمناضلين المتشبعين والمناصرين لحقوق الإنسان ومبادئها الكونية الغير قابلة للتجزيء، عن عدم الانخراط في أي حملة، سواء تلك التي تعتمد نظرية المؤامرة أو التي تدين المتهم حتى قبل المحاكمة.
أظن أنه نظرا لطبيعة الملف والمتابعة المرتبطة بالعنف ضد النساء، والسياق السياسي والحقوقي الذي تتم فيه المتابعة، وكون المتهم صحافي، سبق له أن عبر عن آراء تساند عمق إيديولوجية الإسلام السياسي تجاه مجموعة من القضايا والأشخاص العامة، فعلينا كحقوقيين استحضار المبادئ التالية:
فأمام خطورة الأفعال المنسوبة للمشتبه فيه، فإن الأساسي هو إدانة جميع أشكال العنف والتمييز ضد النساء أنى كان صاحبها أو مصدرها والتضامن مع كل ضحايا هذا العنف القائم على النوع. كما أني شخصيا أعبر عن تضامني الكامل، وغير المشروط، مع الضحايا، وأدعو لتوفير الحماية لهن من أي ضغوط أو مغريات قد تتعرضن لها، وتجنب الوقوع في فخ التشهير في هذا الملف الحساس، احتراما لعائلات الضحايا والمتهم على حد سواء، وتذكروا أن الأبناء لا ذنب لهم فيما يقع.
- استحضار قرينة البراءة في حق المتهم.
- المطالبة بأعمال مقتضيات المحاكمة العادلة ضمانا للحقوق وتحقيقا للعدالة.
وأخيرا أدين التصريح العنصري ضد المواطنين المغاربة من الديانة اليهودية التي صرح به "دفاع بوعشرين"، والذي للأسف الشديد يظهر المتاهات والتشويش الذي بدأ يخطط له هذا الدفاع، ودفع المساندين لبوعشرين وتوجهه السياسي إلى إعطاء غطاء متطرف، ينم عن عقلية إرهابية تجاه كل من يكون له رأي مخالف في هذه القضية التي هي قضية عمومية لاعتبار المتابع شخصية عمومية.