ابتلينا في المشهد الإعلامي المغربي - وهو مشهد إعلامي منكوب فعلا وبحاجة لمساعدات إنسانية واقتصادية واجتماعية ونفسية وماإليه - بأناس يجلسون على ناصيته يترقبون كل ليلة ماسيصدر في جرائد الغد. هم ليسوا صحافيين بالمعنى الكامل للصحافة،هم مثل الأعضاء المراقبين في الاتحادات الدولية،لايشتغلون ولايدعون أحدا يشتغل،وكل همهم يوميا هو التنقيط للجرائد حسب درجة اقترابها أو ابتعادها من وعن هواهم السياسي أوالإيديولوجي أوالمعرفي أوالرياضي أو الثقافي
هؤلاء الأعضاء المراقبون لديهم خاصية هامة هو أن لا أحد منا - نحن الذين نشتغل يوميا لإنتاج جرائدنا على علاتها - يعرف طبيعة مهنهم، ولا طبيعة المعرفة والخبرة التي تخول لهم أن ينقطوا لنا وأن يقولوا بأن الجريدة الفلانية ممتازة للغاية، وأن الجريدة العلانية قبيحة للغاية، وأن الجريدة الثالثة لابأس بها ويمكنها أن تتحسن..
ولو أمضى هؤلاء المراقبون غير مكتملي العضوية، وغير مكتملي عديد الأشياء الوقت الذي يمضونه في التنقيط لعمل غيرهم في الاشتغال في ميادينهم - على افتراض أن لديهم ميادين يشتغلون فيها - لكان المغرب اليوم منافسا للدول الاسكندنافية في عديد الأشياء، لكن مصابنا وكارثتنا ومصيبتنا في هذا المكان هو أن من لايشتغل يمضي وقته حارسا لمن يشتغل وينسى بالمناسبة أهم شيء: أن يشتغل !
النتيجة: من يشتغل يتعب في الختام ويؤمن أن مراقبة من يشتغلون أفضل من الاشتغال وفي الختام العطالة تصل بعدواها إلى الجميع، وسط ارتياح عام من طرف هذا الجميع،
قديما قالها قدماؤنا لكننا لانستفيد ولا نقرأ لهم لكي نستفيد: وحده من لايشتغل لايخطئ، ووحده من يتصور أن مهنته هي أن ينقط للجميع يبقى دوما وأبدا على الناصية منتظرا عمل الآخرين لكي يدلي بدوله وكفى.
الأحداث