شاءت الصدف، أن تتزامن مطاردة روح محمد أيت الجيد بنعيسى، للقيادي في العدالة والتنمية، عبدالعالي حامي الدين، مع مطادرة نساء/ ضحايا الاعتداءات الجنسية لصديقه الحميم، توفيق بوعشرين مدير نشر "أخبار اليوم".
إذا كانت روح أيت الجيد ظلت ترفرف في السماء بحثا عن الحقيقة، إلى أن عثرت على من أزهقها من جسد القتيل، فإن ضحايا بوعشرين اللواتي حصرت عددهن إحدى ضحاياه في 35 ضحية، و كان لها شرف وضع أول شكاية ضده قبل أسابيع، كسرن حاجز الصمت الذي كان يحاصرهن خوفا من "كلام الناس" أو " ردود أفعال أزواجهن" أو خشية توقف أجورهن، مما جعلهن يلذن بالصمت، ويقبلن "العبث" بأجسادهن، مكرهات كما يحدث عادة "خلف الأبواب المغلقة".
لكن أشعة الحقيقة تسللت من كوة ضوء، فظهرت معطيات جديدة في قضية مقتل أيت الجيد، و ظهر شاهد... فقرر قاضي التحقيق إعادة فتح الملف باستدعاء عبد العالي حامي الدين لمواجهته بالحجج والقرائن والأدلة الجديدة، غير أنه قرر الرفض، مستعينا، تارة ببلاغات رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الذي يفرض عنه موقعه في هرم الدولة، أن يزيل جبة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، و أن يتحلى بقدر من الحياد إذا كان يحترم سلطة جعلها الدستور مستقلة عنه، ولا تخضع لإملاءاته، وتارة أخرى بتصريحات الأمين العام السابق للحزب عبدالإله بنكيران، الذي قال إنه يرفض تسليم حامي الدين، من دون أن يكون أي معنى لكلمة "التسليم" في مثل هذا السياق.
وعلى غرار ذلك، تماما، ظهرت حقائق جديدة في قضية توفيق بوعشرين، التي حاول البعض أن يلبسها في البداية رداء حرية التعبير، لكن سرعان ما خرست الأفواه لما اتضح أن الأمر يتعلق بفضيحة جنسية بـ "جلاجل" كما يقول إخواننا المصريون، لتعري الوجه النقي، والقلب التقي لزميلنا بوعشرين، الذي لم يحترم حتى النساء المحصنات للحزب "الحاكم" الذي يدافع عنه، و يكفي أن إحدى مناضلات هذا الحزب، هي من أشعلت فتيل "المصباح" في ظلام الليل ليرى الجميع كيف كان يريد أن يتسلل إلى جسدها ليفتك به، لذلك كتبت قبل أيام في تدوينه على صفحتها على "الفايسبوك": " حريرتي حريرة"، لكن الحقيقة أنها "حريرة" من استباح أجساد النساء بالإغراء أو الوعود أو التهديد أو حتى عن طيب خاطر.