من الطبيعي أن النفس في كثير من الأحيان تكون أمارة بالسوء وكما جاء على لسان النبي يوسف ( عليه السلام ) حينما قال ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ) فإذا كانت هذه حقيقة نفوسنا فهل من سبيل للخروج من هذا المأزق ؟ هل نسلم أمورنا إلى النفس و الهوى أم ننهض بأعباء تلك المهمة بغية الخلاص من تلك الأزمة التي تضل عن جادة الصواب ؟ فالإسلام لم يترك شيئاً إلا وقد خصص له العلاج المناسب فقضية الانحراف الأخلاقي و الفساد النفسي يكمن علاجها بأبسط الطرق من خلال في التمسك بتشريعات و العبادات الصالحة التي تعزز علاقة الإنسان بنهج الإسلام فتقوى بذلك العلاقة بين العبد و خالقه تعالى فيكمن هنا علاج ترويض النفس و صقلها بما يؤمن خلاصها الانحراف و الضلال إذاً لا مناص للفرد إلا بإتباع الأوامر و الإرشادات الإلهية وما صدر من أحكام تنظم الحياة و تعطي الحلول الناجحة و كيفية الخروج من الأزمات النفسية و الأخلاقية التي يتعرض لها المجتمع كل فترة لكن يبقى السؤال المهم فلو سار الإنسان في جادة الصواب فهل كلنا نستطيع فهم مراد الإحكام التي صدرت من الشارع المقدس ؟ بطبيعة الحال ليس كلنا على مستوى واحد و ليس كلنا مؤهلون لإدراك ما ترمي إليه هذه التشريعات إذاً لابد من وجود شخص ذا خبرة تؤهله لقيادة الأمة وهذا ما لمسناه في شخص الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم ) أيضاً الرسول تقع عليه مهمة نشر رسالته في مختلف بقاع الأرض فليس لديه الفضائيات ولا الإعلام المتعدد الاتجاهات إذا ما البديل لذلك ؟ فلم يجد النبي غير المنبر لإيصال صوته و فحوى رسالته فأصبح المنبر الوسيلة ذات التأثير الكبير في تلقي الأمة كل ما يصدر عن نبيها الكريم خاصة المجالس وما يقلى فيها من نصائح و توجيهات أخلاقية قادرة على إصلاح كل إنسان ملتزم بها و جاد في تطبيقها على ارض الواقع خاصة إذا كان هذا الإنسان من بيئة الشباب هذه الشريحة التي لو وجدت الأجواء المناسبة لأخرجت كامل طاقاتها الإبداعية فتحتاج إلى مقدمات تكون لها بمثابة الانطلاقة نحو بناء مجتمع صالح فالمجلس و الجامع هما بحق المدرسة المثالية القادرة على تربيتهم و إخراج جيل واعي مدرك لما يجري حوله من أحداث ، فهذا الجيل يبحث عن كيفية إيصال صوته للآخرين ؟ فقد شق الشباب المسلم الواعي طريقه نحو بناء الغد المشرق من خلال القصيدة و الطور الذي يملك التأثير الكبير في النفوس وأهم ما فيها أنها تتماشى مع قيم و مبادئ السماء فنجد اليوم الشباب المسلم الواعي يقيم مجالس الذكر و العزاء وبطور الشور و مقام البندرية و التي لاقت جفاءً غير مسبوق من لدن المسلمين وقد أعاد الحياة من جديد لهذا الطور الجميل و المؤثر في النفوس بما أقامته مكاتب الأستاذ المعلم الصرخي الحسني من مجالس عزاء في العديد منها و المنتشرة في مختلف مدن العراق .
بقلم / احمد الخالدي