لازالت أحزابنا المغربية منشغلة بتحالفاتها والسباق حول المنافع والمواقع والمناصب وتقريب المقربين المبعدين والبحث لهم عن موقع قدم، إما في خرائط الأحزاب أو في خريطة الوظيفة العمومية وتقلص المناصب والتحكم في الدواوين والمؤسسات الكبرى،دون أن تعد العدة مع نهاية فصل الشتاء والثلوج من كل سنة والذي تشرع الأحزاب السياسية في بلدان أوروبا الإسكندنافية في عقد مؤتمراتها وتجديد خطابها وقيادتها السياسية لبناء مرحلة جديدة للسنة القادمة وفِي هذه الفترة تستغل ميليشيات البوليساريو هذه المؤتمرات وتشغل آلتها الدعائية للبوليساريو بتمويل جزائري، للترويج للمغالطات والترهات حول قضية الصحراء المغربية، داخل كواليس هذه المؤتمرات من أجل استمالة بعض الأصوات داخل هذه المنظمات الحزبية ودفعها لاحقا لتصريف مواقف خصوم الوحدة الترابية، داخل الحزب ومركز القرار وحتى القرار الدولي كما حدث للمغرب مع السويد ولاحقا النرويج داخل أروقة الأمم المتحدة في نزاع الصحراء المغربية.
وفي ظل انشغال أحزابنا عن قضيتنا الوطنية ، تشارك ميليشيات “البوليساريو” في مؤامرات أحزاب بلدان إسكندنافية آخرها كان بالسويد.
وتستمر أحزابنا في إطلاق النار على بعضها البعض والتنابز والتنافر فيما بينها بسبب تصريح أو تعليق أو موقف صدر عن أمين حزب أو زعيم لم يستوعب بعد أنه ولّى فأصبح من الماضي.
المواقف التي تم تصريفها في غفلة من دبلوماسيتنا الحزبية بدأ تصريفها أمميا، كانت قد تشكلت مسبقا داخل الخطاب السياسي لأحزاب هذه الدول الإسكندنافية قبل أن ينتقل صداها إلى مكاتب الأمم المتحدة في نيويورك أو بجنيف.
إن مواقف الغد تُصنع الآن، اليوم في منصات المؤتمرات الحزبية التي تغيب عنها الأحزاب المغربية، اليسارية منها تحديدا، لأن الهيئات السياسية التي يراهن عليها المغرب للدفاع عن الوحدة الترابية والتصدي للخطابات المناوئة لمغربية الصحراء، منشغلة فقط بتبادل الاتهامات وترصيص التحالفات والحفاظ على المنافع، فيما تغيب وظيفتها في الدبلوماسية الموازية، وتفسح المجال أمام الحزب الوحيد داخل مخيمات تندوف لملء الفراغ المهول الذي خلفه هذا الغياب، وإن كان ثمنه باهضا سياسيا.
ويذكر أن البرلمان الدانمركي قبل أسبوع، استوقف الحكومة بشأن الموقف من تجديد اتفاقية الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي. وحزب اليسار في السويد تحرك لإعادة النظر في موقف بلاده من نزاع الصحراء سيما أن البرلمان تبنى سابقا موقفا خطيرا يدعو حكومة بلاده إلى الاعتراف بجمهورية الوهم.
Annahar almaghribiya