الذين امتلكوا، وهم يدعون الانتماء للفكرة الاتحادية الأصلية والأولى، وقاحة أن يسبوا امرأة مغربية تعيش في الخارج بمهنتها، وأن يعتبروا كونها نادلة في مقهى أمرا معيبا ولا يؤهلها لتحمل أي مسؤولية سياسية نجحوا في شيء واحد فقط: أن يذكرونا بالقناعة التي نؤمن بها أن أنصار الحداثة لا يكونون بالضرورة دائما من معلني الانتماء للصف الحداثي، بل ربما تجد من بين من يعلي الشعارات الطنانة بالانتماء لوقت الناس هذا والاقتناع بالحداثة وما إليه من استهلاكات من ينتمي في قرارة ذاته للرجعية، ومن يحلم بالتخلف ومن يصل في مراتب الخصومة الأولى إلى الفجور وإن أدى به الأمر إلى التعريض بامرأة مغربية تعيش في المهجر ونشر صورها واتهامها اتهامات خطيرة فقط لأنها نالت منصبا سياسيا تافها هو يعتبر أنها لاتستحقه
للأسف الشديد مضطرون لقولها مجددا لأننا نؤمن أن التكرار يعلم…الشطار: بين الشعار ورفعه والقول به والتغني بنغماته في الساحات والميادين والملتقيات والمؤتمرات، وبين تطبيق واحد في المائة من ذلك الشعار على أرض الواقع أميال عديدة، ومسافات طويلة ومعاناة حقيقية لا يستطيع قطعها إلا الصادقون
المنافقون والمنافقات من حملة الكلام غير المؤمنين به الراكبين على صهوة كل الأشياء، الحالمين فقط بالوصول وإن إلى نهاية النهاية لايستطيعون إلا أن يسقطوا مثل هاته السقطات كلما دعت الضرورة إلى ذلك
ولحسن الحظ، نقولها بصوت عال: مثل هاته السقطات تكشف لنا معدن الشعار الحقيقي، وهل هو نابع من إيمان إنساني شاسع يستطيع بانتمائه للبراح الحضاري أن يستوعب الجميع، أم هو مخنوق ضيق تعليمه المحدود، وضيق فكره المحدود ، وضيق وعيه السياسي المحدود، وضيق قلبه الصغير والمحدود أيضا
هي دروس حياة تمنحنا نفسها بين الفينة والأخرى للتعلم والاستفادة، والأذكى فينا من يلتقط فعلا الإشارات ويبني عليها عديد الخلاصات.
AHDATH