يُقال مَنْ ولد من رحم فاسد فيقيناً هو فاسد نتيجة متوقعة إلى حد ما ، فكل ما يجري على العراق من أحداث مزرية و تقلبات سياسية من صراعات على المناصب و سباق على سرقات المال العام يقابلها تجاذبات على تقاسم الكعكة تتبعها اتفاقيات سرية تُعقد خلف الكواليس وهذا كله من جهة ، ومن جهة أخرى نجد الإهمال الحكومي للمشاريع الخدمية و غياب الخطط و المشاريع الاستيراتيجية و انعدام الأمن و الأمان و انتشار الجرائم المنظمة و التردي الكبير في مختلف الوزارات الحكومية بل و انعدام خدماتها أو عدم استجابتها لنداءات المواطنين خاصة تلك التي ترتبط بحياتهم مباشرة أو التي تدخل ضمن إطار عمله اليومي فضلاً عن دخول العراق في عدة اتفاقيات خارجية كالدول المقرضة له أو الشركات التي تعمل في البلاد لاستخراج النفط وما ارتكبه سياسيه الفاسدين أمثال جولات التراخيص للشركات النفطية وزير النفط حسين الشهرستاني السابق ، و عبد الفلاح السوداني وزير التجارة السابق ، و وزير الكهرباء الحالي ، و قيامهم بوضع مقدرات العراق تحت هيمنة ، و تصرف تلك الشركات الفاسدة بواردات البلاد ، وعلى ا مدى البعيد بسبب الاتفاقيات ، و البروتوكولات التي عقدها هؤلاء الوزراء الفاسدين مع هذه الشركات من جهة أخرى ، و مع هذه الأوضاع التي تهدد أمن ، و خيرات ، و مقدرات العراق هنا نسأل يا ترى أين السيستاني منها ؟ هل هو في سبات عميق ؟ هل هو في غيبوبة طويلة الأمد ؟ هل هو أعمى أو أطرش فلا يسمع ، ولا يرى ماذا يجري على العراق ، و العراقيين ؟ و الحقيقة هذه الاستفهامات ليست لها شيء من الصحة بل أن السيستاني يعلم بتلك المصائب ، و المآسي كي يضمن بقاء عرشه ، و سلطانه ، و واجهاته المزيفة ، و كذلك لبقاء مرجعيته تتنعم بأموال الفقراء ،و اليتامى ،و النازحين ،و المهاجرين ، و هدرها على دنياه الزائلة ، فمع هذا الفساد الذي فيه عميل نظام الملالي و ولاية الفقيه فهل نتوقع منه أن يفتي ضد الفاسدين ؟ فإذا كنا نتوسم الخير و الصلاح و الإصلاح فيه نكون حقاً حينها كالذي يرتجي الخير من الحجارة الصماء ، و إن كنا ننتظر منه القضاء على الفساد ، و اجتثاث الفاسدين نكون عندها كالعطشان الذي يلهث خلف السراب ، فمَنْ يُولد من رحم فاسد فهل نتوقع منه الخير و الصلاح و الإصلاح ؟ فالطبقة السياسية برمتها فاسدة وكما كشف عنها العديد من هؤلاء المرتزقة الفاسدين و لأكثر من مرة أنهم هم أصل البلاء ، و الفساد ، الذين جاءوا لسدة الحكم بفضل ، و دعم السيستاني ولهذا نراهم يمجدون به ، و يدينون له بالفضل الكبير ، فيقدمون له فروض الطاعة ، و الولاء فلا ريب أن نرى السياسي الفاسد لا يُولد إلا من رحم فاسد خلاصة الكلام السيستاني هو مَنْ افرز لنا الحكومات الفاسدة مفسدة بعد سقوط بغداد عام 2003 .
بقلم الكاتب و المحلل السياسي سعيد العراقي