بقلم :ضياء الراضيّ
إن الأهمية الكبرى للعلم والعلماء وما لها من دور في بناء الأمة والمجتمع تتمثل بتحصينه وبناء شخصية الفرد، لذا كانت أول التبليغات السماوية للنبي الخاتم المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم ) هو بالنص القرآني المبارك اقرأ , فهذا الخطاب الإلهي ماهو إلا دعوة حقيقة الى أن من أهم مقومات الدعوة الإسلامية هي العلم ونشره، وهذا ما بلّغ به نبينا المصطفى وأهل بيته ودعوا إليه نهجه سار أئمتنا الهداة سلام الله عليهم جميعًا، فقد حثوا على العلم والعلماء ونشر العلم وتزكيته لان هذا الأمر يقوي الأمة ويبنيها ويجعلها أكثر رصانة وأكثر تطورًا وتحضرًا وهذا ما حصل بفضل النبي الأكرم حيث جعل من تلك القبائل المتبعثرة أمة قوية يُحسب لها ألف حساب، وللعلم دور في بناء شخصية الفرد حي يحصنها من كل شيء و بالأخص مكائد إبليس اللعين.
لذا فان ما ذُكر بالحوارية التي دارت بين الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) وإبليس اللعين وقد ذكر إبليس إن من أشد أعدائه هو : العالم العامل بعلمه، وأنه يقصم ظهره، وهنا اشير الى كلام الأستاذ المحقق الصرخي بهذا الخصوص خلال المحاضرة الثامنة العشرون من بحثه الموسوم "محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي بقوله :
)الشيطان عدوّ العامل بالعلم
الحوارية التي دارت بين النبي الأقدس محمد (صلى الله عليه وآله ) وإبليس حول أصناف البشر الذين يكرههم إبليس... "ثم قال المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم ): كم أعداؤك من أمتي؟ قال إبليس (لعنة الله على إبليس ): عشرون ، طبعًا نحن نلعن إبليس لكن يوجد بعض الناس، بعض الطوائف، بعض الرموز، بعض الديانات، بعض التوجهات، بعض الأفكار، لا ترضى بأن نلعن إبليس، لا ترضى بأن نحكي على إبليس بسوء، وستأتي بعض الإشارات إلى هؤلاء ، قال إبليس: عشرون ، أولهم أنت يا محمد فإني أبغضك ، إذًا أول أعداء إبليس هو محمد (صلى الله على محمد وعلى آل محمد ) ، أولهم أنت يا محمد فإني أبغضك ، والثاني ، من هو الثاني؟ لاحظ عندنا هنالك عالِم يؤمّن عمل الفاسد ، يؤمّن عمل الأمير، يُصدق الأمير على جوره ، ينبطح للأمير، أو هو المتسلط وهو الحاكم ، الثاني وهو العامل بالعلم ، لاحظ لم يذكر العالِم وبعد هذا يذكر العلم ، قدّم القيد ، قدّم الصفة ، قدّم الشرط ، شرط العمل قال : العامل بالعلم ، ليس العالِم وإنما العامل بالعلم حتى لا يشتبه القارئ لم يقل العالِم العامل ، قدّم ، قال: العامل بالعلم. )