محمد البودالي
لم يجد المحامي المشبوه المدعو "عبد الصادق البوشتاوي"، غير طريقة الصبيان للتحايل على الرأي العام، بنشر تدوينات تضليلية، لتلميع صورته، المشوهة والقذرة أصلا في أذهان كل من يعرفه من المغاربة، بعد الحكم عليه بـ 20 شهرا، قبل أيام.
المحامي البوشتاوي، الذي يجب عليه أن يهيئ نفسه جيدا لمعانقة قضبان الزنزانة مثله مثل جميع المجرمين والآثمين في حق القانون، في حال ما إذا أصبح الحكم الصادر في حقه نهائيا، لم يجد من وسيلة لمغالطة الشعب، غير نشر صورة لأحد الشباب وهو يتحدث في هاتفه المحمول، ليصفه بالشخص المشبوه، ويدعي أنه يتردد بالقرب من مسكنه بتطوان، لـ"التجسس عليه".
مشكلة البوشتاوي أنه مصاب بهوس مرضي، حتى ليخيل إليه أن كل الناس تراقبه وتتجسس عليه، مع أن الصور التي نشرها في حسابه على الفايسبوك، تبقى جد عادية، ولا تقدم أي دليل على أن الأمر يتعلق فعلا بعملية مراقبة كما يدعي. هي صور فقط لشاب يعبر الشارع العام كجميع المواطنين، ويتحدث في هاتفه المحمول.
الهوس المرضي الذي يعاني منه البوشتاوي، ليس وليد الصدفة، وإنما هو ناتج عن خوفه الشديد والدائم من القانون بالنظر إلى الجرائم التي ارتكبها والتي أدين من طرف العدالة بسببها، أو كما يقول المثل: "مول الفز كيقفز".
فما الذي سيخيف أي مواطن عادي وجود شخص يتوقف بالقرب من منزله أو يعبر الشارع العام وهو يتحدث في هاتفه؟
ما نعرفه نحن، كما جميع المغاربة، هو أن المصابين بالهوس من عناصر الأمن التي ترتدي الزي المدني، والمتوجسين من الشرطة، ليسوا سوى تجار المخدرات، والنصابين، والمزورين، والقوادين المشرفين على أوكار الدعارة، وكل من يقوم بأنشطة مخالفة للقانون، فهل المحامي البوشتاوي واحد من هؤلاء؟ حتى تكون له عقدة نقص مرضية من عناصر الأمن بالزي المدني، هذا إن افترضنا جدلا أن الشخص الذي قام بتصويره عنصر أمن بزي مدني؟ !!!
ما يجب التذكير به، هو أن المحامي البوشتاوي يبقى مجرد مواطن عادي، وليس شخصية استثنائية حتى يعطي لنفسه كل هذه الهالة الخداعة، والقانون الذي يسري عليه، يسري على جميع المغاربة، لأن البوشتاوي في دولة حق وقانون، ولو كان في بلد دكتاتوري كما يدعي، لكانت عائلته الآن تجهل حتى مصيره، كما يقع لكل الخونة والمرتزقة في عديد من الدول.
لو كان البوشتاوي محام نزيه بالفعل، يقدس نبل المهنة التي ينتمي إليها ويفي بالقسم الذي أداه، لما تجرأ على الترويج لهذه الافتراءات والمغالطات، بل لما ارتكب تلك الجرائم أصلا، التي أدين من أجلها.
لو كانت للبوشتاوي ذرة من كرامة، لاختفى عن الأنظار، ولخرس إلى الأبد، ولكن "إذا لم تستح فاكذب كما شئت".