بقلم ضياء الراضي
إن الركن الأساس في الإسلام هي الصلاة،والصلاة هي الميزان والمعيار للإنسان المسلم السوي، وبها تُقبل الأعمال، وتُرد على صاحبها لأن الصلاة يجب أن تكون واعظٌ ومرشد لصاحبها، حيث تُبعد صاحبها ومؤديها من كل قبح وفساد ومنكر، لا متآمر منبطح مع أعداء الإسلام ومنفذًا لكل مخططاتهم ! ! ومن يشوه الإسلام ويأتي بكل تدليس وتزوير، فأي صلاةٍ هذه؟؟؟ ! ! فهذه الصلاة كما أشارت الروايات أنها تُلف كالخرقة ويُرمى بها بوجه صاحبها، لأنها لم تكن تلك الصلاة الحقيقة التي تُهذب الإنسان، وتنقّيه من فحش القول وفعله، ومؤديها آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، إنسان مصلح لا مفسدًا مطبقًا للتعاليم الإسلامية ومطبقًا لشرع الله سبحانه، فهذه هي الصلاة التي هي عمود الدين وهي قيامه وهي الركن الأساس والذي تُقبل به الأعمال وتُرد.
وهنا اشارة لطيفة من الأستاذ المحقق الصرخي الحسني بهذا الخصوص، في بحثه الموسوم ( كتاب المنهاج الواضح _كتاب الصلاة القسم الأول ) مبينًا فيها كيف أن الشارع المقدس أوجب وفرض الصلاة الحقيقية التي فيها تقويم الإنسان والمجتمع بقوله :
( (...عرفنا أن الشارع المقدس فرض علينا الصلاة وبين أنه يريد بها الصلاة الناهية عن الفحشاء والمنكر والتي إن قبلت قبل ما سواها من الأعمال وأنها معراج المؤمن وتاركها فاسق ومنافق وكافر وليس بمسلم ومع هذا نجد الكثير من المصلين يجني على الصلاة ويضيعها ويفرغها من معناها الحقيقي الشمولي من التربية الإسلامية الرسالية وينحرف بها نحو المعاني الذاتية الشخصية المادية فلا نرى ذلك المصلي آمراً بالمعروف ولا ناهياً عن المنكر ولا مهتماً بأمور المسلمين بل يتعاون مع أهل الشرك والنفاق للإضرار بالإسلام والمسلمين من أجل أمر دنيوي تافه وزائل ولا نراه متحلياً بأخلاق أهل البيت عليهم السلام بل يتحلى بأخلاق أعدائهم والمؤسف جداً أن كل واحد منهم يعتقد أنه قد طبق التعاليم الإسلامية الشرعية كالصلاة وغيرها بصورة صحيحة وتامة ومقبولة لكن الواقع خلاف هذا . انتهى إذن مصير الإنسان مرتبط بصلاته بل هي المحرك الرئيسي له فبقدر الطاعة والامتثال يأتي الفيض والتوفيق الإلهي ) )انتهى كلام الأستاذ المحققمقتبس كلام المحقق الاستاذ الصرخي الحسني في كتاب المنهاج الواضح _كتاب الصلاة القسم الاول