كلنا نعرف حقيقة كيف بزغ فجر الإسلام بمكة في ذلك الوقت، فهو كرسالة جديدة العهد على الإنسان الذي اعتاد على عبادة الحجارة، و الخشب، و غيرها مما تُصنع منه الآلهة المتعددة، فحينما جاء ديننا الحنيف جاء وفق نظام دقيق، و يحمل معه مضامين إنسانية تعود بالنفع الكبير على البشرية كلها، و يسير وفق نظام دقيق مخطط له من قبل السماء، وهذه حقائق لا يمكن إنكارها جملةً و تفصيلاً، ولو وضعنا حقيقة ظهور داعش على طاولة الغربلة و التمحيص في مقارنة بسيطة بينها و بين ظهور الإسلام في أول وهلة لنعرف هل كان الظهور الأول لكلاهما واحد، و متطابق، أو متشابه، فلنتعرف على ذلك من خلال الأحداث التي جرت معهما في بداية الأمر، وحتى زمن الانتشار في ربوع الأرض، فالإسلام مثلاً انتهج سياسة المؤاخاة و التقارب بين المهاجرين و الأنصار، و أقامة روابط الإخوة، و بذلك اشتدت أواصر المحبة، و الرأفة، و معاني الإنسانية بين جميع أطياف المدينة المنورة رغم اختلاف وجهات النظر، و المعتقد بينهم إلا أن ذلك لم يقف حائلاً أمام عمل الإسلام في زرع بذور المحبة، و التعاون بين الناس، أما داعش فمنذ أن ظهرت للعيان ونحن نرى القتل، و الخراب، و انتهاك الأعراض، و تكفير الآخرين، و ضرب المقدسات لكل الملل الإسلامية، و فضلاً عن نشر الطائفية و الفتن و مضلات الفتن بين المسلمين، ومن جملة ذلك أن الكثير من مذاهب المسلمين في نظرهم، و معتقدهم في خانة التكفير، و الارتداد، و حكموا عليهم بالقتل، و سفك الدماء ضمن إطار تلك الدعاوى الباطلة التي ما انزل الله سبحانه و تعالى بها من سلطان، فبدلاً من جمع شمل المسلمين، و توحيد صفوفهم، و إنهاء حالة الاحتقان الطائفي، و التشرذم التي أوجدتها الحركات المضلة في سابق العصور نجد أن داعش هم الفروع المفرقة، و السيوف المتعطشة للدماء، فكانوا الفروع لتلك الأصول التي تحمل القلوب السوداء، و العقول المتحجرة الناقمة على ديننا الحنيف، ومن دون مبررات تدعو إلى وجود هذه الدسائس السوداء تجاه الإسلام، فمن الطبيعي ان نجد داعش تحمل معها بضاعة العشوائية، و الفتن، و زعزعت الأمن، و الأمان، و نشر الفتن، و مضلات الفتن بالإضافة إلى خلط الأوراق، و إثارة الهرج، و المرج، و الانتقائية وصولاً إلى القضاء على الدين الإسلامي في نهاية المطاف، وهذا ما يسعى إليه اللوبي اليهودي، و تعمل على تحقيقه الحاخامات الإسرائيلية، ومنذ أن بزغ فجر الإسلام في ربوع جزيرة العرب، من هنا نستطيع القول أن داعش صنيعة اليهود، و ألأداة التي يضربون بها الإسلام وبسم الإسلام، وقد تبين لنا حقيقة هذا التنظيم الإرهابي الضال فحذار يا أيها المسلمون من الانخراط في صفوفه، و خير ما نستدل به على صحة ما ذهبنا إليه ما أورده المعلم الأستاذ الصرخي الحسني حينما كشف للعيان حقيقة داعش في محاضرته (7 ) من بحثه الموسوم ( من المهد إلى اللحد ) بتاريخ 5 / 8 / 2016 قائلاً : ( ( هدف الخوارج في كل زمان هو العشوائية ، و الهرج و المرج ، و الحيص بيص ، و الفتن فلا يعيشون إلا ضمن هذه الأجواء ، و يخدمهم هذا الصحابي الذي يُحارب ذاك الصحابي ، و الصحابي الذي يلعن و يكفر الصحابي الآخر ، و الكلام نفسه مع أتباع هذا الصحابي و ذاك الصحابي ، فيطرحون الشيعة (الروافض ) و الصوفية و المرجئة و الجهمية و غيرهم ، و يضعونهم جميعاً في خانة الارتداد و الكفر و تحصل الفتن و تباح الدماء ) ) . فنقول أين الدواعش من قيم و مبادئ و تعاليم و شرائع الإسلام المحمدي الأصيل ؟ .
بقلم // احمد الخالدي