قال عبد الإله بنكيران رئيس الوزراء المغربي المعين حديثا من طرف العاهل المغربي إن حكومته لن تفرض الحجاب على النساء وأنه لا يعنى بالحياة الخاصة للناس.
واضاف بنكيران الذي يعتبر أول رئيس وزراء مغربي ذا توجه إسلامي بعد أن فاز حزبه العدالة والتنمية في 25 من الشهر الماضي في الإنتخابات التشريعية "لن أهتم أبدا بالحياة الخاصة للناس".
وأضاف "الله سبحانه وتعالى خلق الناس أحرارا..لن أهتم هل تلبس النساء لباس قصير أو طويل هذا أمر جانبي".
ودعا الرئيس الجديد للحكومة المغربية، الى تقارب مع الجزائر من شأنه ان يؤدي الى "حل" مشكلة الصحراء ، كما قال.
واضاف بنكيران خلال لقاء مع صحافيين في الرباط "اذا ما سويت خلافاتنا مع الجزائر من خلال فتح الحدود، ستحل مشكلة الصحراء . والاخوة مع الجزائر تحل جميع المشاكل".
وقد اغلقت الحدود بين البلدين التي تمتد على اكثر من 1500 كلم، من البحر المتوسط الى الصحراء الغربية، في 1995 بعد اعتداء نفذه اسلاميون في مراكش (جنوب المغرب) وعزته الرباط الى اجهزة الاستخبارات الجزائرية.
واوضح بنكيران ان "عناصر جبهة البوليساريو درسوا معنا في المغرب. وهم يعرفون انهم مغاربة مثلنا. نحن شعب واحد، هو شعب المغرب العربي".
وتقترح الرباط حكما ذاتيا واسعا للصحراء مع حكومة وبرلمان محليين، تحت سيادتها. وترفض جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر هذه الخطة .
وتطرق بنكيران الى الربيع العربي الذي اسفر حتى الان عن سقوط ثلاثة انظمة في شمال افريقيا (تونس ومصر وليبيا)، فأكد ان "التقدم الديموقراطي في العالم العربي لا رجعة عنه". واضاف ان "البلدان العربية قامت بخطوة جبارة الى الامام، وهذا مكسب"، مؤكدا انه "تقدم ديموقراطي لا رجوع عنه".
ومن المنتظر أن يعلن في الأيام القليلة المقبلة عن تشكيل إئتلاف حكومي يقوده بنكيران.
وقال بنكيران إن المشاورات جارية لتشكيل الحكومة وأن تقريبا ثلاثة أحزاب أكدت مشاركتها في هذه الحكومة التي تنتظرها مهام إقتصادية وسياسية صعبة.
ويتخوف عدد من المستثمرين الأجانب أن تفرض الحكومة الجديدة قوانين إسلامية.
غير أن بنكيران أكد في أكثر من مرة أن حكومته لن تتدخل في الشؤون الخاصة للناس مؤكدا في نفس الوقت أن أية تجاوزات "هنالك القانون الذي ينظمها حتى في بعض الدول الأوروبية لا أظن أنه يسمح لإنسان بالتعري في مكان عام".
وكان عدد من قيادي حزب العدالة والتنمية قد عبروا منذ نحو من عامين عن رفضهم إستقبال المغني البريطاني التون جون المعروف بمثليته في إحد المهرجانات الموسيقية المغربية الشهيرة.
وقال بنكيران إن رفضه لإلتون جون كان "من منطلق أنه قال كلام مرفوض في حق النبي عيسى".
وأضاف"تعرفون أهمية النبي عيسى بالنسبة لعقيدة المسلمين".
ورفض التعليق عما إذا كان سيرفض قدوم إلتون جون مرة أخرى إلى المغرب.
كما رفض الإجابة عن أسئلة تتعلق بالوضع الإقتصادي للمغرب والخطوات التي تعتزم الحكومة الجديدة القيام بها قائل ا"منذ أن كلفني جلالة الملك بتشكيل الحكومة أحاول ألا أجيب عن أي سؤال خارج تكوين الحكومة".
وأضاف"لن أتكلم عن أشياء لم يحن وقتها بعد".
وقال إن أولوية الحكومة الجديدة هي"إصلاح القضاء والتعليم والبطالة والصحة والسكن". كما قال إن الحزب لم يقرر بعد الوزارات التي سيطالب بها.
وعن تردد خبر أن العدالة والتنمية يطالب بوزارة المالية قال "مجرد كلام لم نقرر بعد".
وعلق على تعيين العاهل المغربي منذ يومين لفؤاد علي الهمة صديق الملك من أيام الدراسة والرئيس السابق لحزب الأصالة والمعاصرة الذي أثار الكثير من الجدل قال "أظن أن الشوط الأول إنتهى لما خرج الهمة من وزارة الداخلية والشوط الثاني بدأ بدخول الهمة إلى القصر مستشارا".
وأضاف أنه شخصيا "يرى الهمة في منصب مستشار ملكي أكثر منه رئيس حزب".
وكان العاهل المغربي قد سارع إلى تعديل الدستور في يوليو/ تموز الماضي بضغط من الشارع المغربي وحركة 20 فبراير التي إستمدت إحتجاجاتها مما وقع في عدد من الدول العربية فيما يعرف بالربيع العربي.
وجعل العاهل المغربي الوزير الأول يعين من الحزب الفائز في الإنتخابات كما فوض له بعض الصلاحيات على أن تبقى الأمور الإستراتيجية بيد الملك.
وقال بنكيران عن حركة 20 فبراير إنه ليس ضدهم من حيث المبدأ لكن "لم أتفق معهم إلى النزول إلى الشارع لأنني إستشعرت خطرا ما يتهدد البلاد".
وأضاف"تخوفت أن تتعرض الملكية للخطر".
ورحبت الحركة بالحكومة الجديدة على أن تدخل معها في مفاوضات جادة وقال بنكيران "سبق وتفاوضت معهم وأنا مستعد دائما للجلوس معهم".
كما كشف عن أن عددا من أعضاء الحركة هنأوا بنكيران إثر فوزه بالإنتخابات.