شكلت خرجة عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، خلال حضوره أشغال المؤتمر السادس لشبيبة الحزب، (شكلت) مادة دسمة للنقاش الإعلامي والسياسي، وهيمنت على مجلس الحكومة ولقاء الأغلبية، فعكس ما قال إدريس لشكر في حوار تلفزي إن هجوم بنكيران لم يشغل سوى دقائق من اجتماع الأغلبية، فإن مصدرا من هذه الأخيرة أكد أنه حظي بالحيز الأكبر من الزمن، واستعلى على النقاش بخصوص ميثاق الأغلبية وغيرها من المواضيع.
اجتمعت الأغلبية وألزمت العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام للعدالة والتنمية، بإسكات بنكيران. وإلا...
كنا وما زلنا ننتقد خطاب العدالة والتنمية وخصوصا خطابات الزعيم، الذي ينتظر لحظة الظهور قبيل الانتخابات، ومع ذلك لا نرى من المنطقي إلزام شخص بالسكوت. فلا القانون ولا الشرائع تبيح ذلك. فللعدالة والتنمية أجهزتها التي هي المخولة بالتعبير عنه، سواء تكلم بنكيران أو لم يتكلم فهذا لا يعني إلا المهتمين بتفكيك الخطاب وقراءته، ولا يعني بالدرجة الأولى إلا الحزب.
فالعدالة والتنمية هو الذي يعرف هل يتضرر أم لا من كلمات بنكيران. وبما أن الأحزاب الأخرى المكونة للأغلبية أعلنت انزعاجها فهذا يعني أنها تضررت من هذه الكلمة. فبنكيران لا يحمل اليوم أية صفة في الحزب وهذه نقطة لصالحه. إذ لا يوجد في هيكل يمكن أن يلزمه بعدم الكلام أو وزن كلامه.
المشكل كما نعتقد ليس في بنكيران ولا في كلامه، الذي ينتمي لصنف الكلام السوفسطائي الذي ينتهك خواص وقواعد المنطق من أجل إقناع الناخبين، ولكن المشكل في العدالة والتنمية أولا وفي الأحزاب المشكلة للأغلبية ثانيا.
الذي سيعاني من كلام بنكيران هو القيادة الجديدة لحزب العدالة والتنمية، هذا إذا اعتبرنا ما يقوله بنكيران خارج عن منطق الأغلبية الحزبية، أما نحن فنعتقد أنها مجرد لعبة مسرحية كل واحد يؤدي فيها دوره. بهذا المنطق سيتضرر الحزب من حيث صورته لدى الفرقاء السياسيين، ولكن قد يكسب من وراء اللعبة كثيرا.
فلابد لحزب العدالة والتنمية من أن يحسبها جيدا. فما يظنه ذا فائدة قد ينقلب عليه، إذ ما الغرض من السيطرة على المشهد السياسي إن كان الشركاء لا يثقون فيك؟ لهذا فالضرر الذي قد يأتي إلى الحزب من بنكيران يتعلق بصورة الحزب.
لكن هذه الأحزاب التي تتباكى وتعوض عن ضررها بادعاءات ومزاعم من قبيل مقاطعة المجلس الحكومي، ومقاطعة زيارة وفد الحكومة إلى جرادة. فأنتم الخاسرون. وفد الحكومة قدم حلولا تعتبر جذرية لمشاكل جرادة. ألا يحس وزراء التجمع الوطني للأحرار مثلا أنهم ضيعوا الفرصة؟
نعتقد أنه ليس لدى هذه الأحزاب القدرة على التحدي الذي يفرضه بنكيران وبالتالي ليست لديها القدرة على مواجهة العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام للحزب، لأن مواجهة بنكيران تستدعي معرفة أولية بهذا الشخص وقدراته على المناورة وعلى جر الخصوم، لكن التجمع والاتحاد مجتمعين ليس بمقدورهما اليوم تشكيل القوة التي يمكن أن تواجه عنتريات الزعيم.
Annahar almaghribiya