أضيف في 14 فبراير 2018 الساعة 52 : 09
احمد الركابي
ان الله سبحانه وتعالى خلق الكون وجعله تحت ملكوته وقدرته فاعطى سبل اقامة الحياة كل حسب طاقته التكوينية والجسمية , ومن ركائز هدف استمرار النظم الكونية هو رفع خلق الانسان عن باقي المخلوقات بنظام العقل الذي يكون فيه سبل الاختبار والامتحان والتمحيص الالهي ,ورسم منهج النضوج العقلي والتفكير السليم على مستوى الصفاء والنقاء القلبي واثاره في الواقع الحياتي المجتمعي وصلابة الايمان بمنهج الرسالة السماوية الحقه , وعلى اساس ذلك كان افضل الدرجات في سلم الكمال والرقي نحو القرب الى الله سبحانه وتعالى هو النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يكتب لأحدٍ من البشر من الأثر والخلود والعظمة ما كتب لصاحب الخلق الكريم محمد (صلى الله عليه واله وسلم)،فكل قوله وعمله وحاله مبني على الصدق، فهو صادق في سلمه وحربه، ورضاه وغضبه، وجدّ وهزله، وبيانه وحكمه، صادق مع القريب والبعيد، والصديق والعدو.
ان الانسان يحتاج إلى الرحمة والعطف والاحسان من المعلم والمرشد التربوي ,اي رحمة التوجيه والهداية لطاعة الله، فإن الإسلام رحمة، والهداية والالتزام رحمة، وهناك أممٌ تنتظر منك أن تدلَّهم عليها، وأن تهديَهم بإذن الله إليها، وأن تأخذ بمجامع قلوبهم إلى الله، فتُحببهم في طاعة الله ومرضاته؛ قال صلى الله عليه واله وسلم: (أنا رحمةٌ مُهداة) وقال سبحانه وتعالى: ***64831; فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ***64830; [آل عمران: 159] [21].
ومن المعارف الارشادية والمنهج الاسلامي المعتدل الذي رسم للحياة الامل والنجاة من فتن الظلام ووحشية صنمية العقول المتحجرة التي نسفها بعلمه وتحليله العميق الاستاذ المحقق الصرخي , وبهذا صاغ انصار المحقق هذا المقطع الارشادي عن دور نبي الرحمة ومنقذ الامة من الغمة وهذا نصه :
((يبقى النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المُعلم الكبير والمُربي الفاضل ، وله الفضل بعد الله تعالى في خلاص الإنسان بمختلف توجهاته العقدية والقومية ، من متاهات الخداع الجاهلي وشعارات النفاق الوثني ، بطرحه أفكارًا رسالية سماوية تدعوا للفكر التنويري المعتدل ، والقيم المثالية الواقعية ، والمفاهيم العقلائية الصحيحة ، والرحمة الإلهية التي تمثلت بالرسول محمد بن عبد الله ، لتكون هبة الخالق الرحمن الرحيم لعباده (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ، فكانت اخلاقه الرفيعة مصداقًا حقيقيًا لسعة حكمة الخالق ورحمته الواسعة ، التي شملت الناس جميعًا بمختلف عروقهم وأجناسهم وألوانهم ، وهذا ما كرههُ فيه بنو أمية بنهجهم الظلامي الذي تجاوز على الذات الإلهية المقدسة والمعادي لآل بيته الأطهار وصحبه الأخيار، الذي تمثل بفكر ابن تيمية وأئمته الخوارج المارقة بمجمل خزعبلاته وأساطيره الوثنية التي تصدى لإبادتها ونسفها المحقق الأستاذ السيد الصرخي بنتاجه الفكري العقائدي الثر وبحوثه الموسومة ( الدولة المارقة ...في عصر الظهور ...منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم" ) و( وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ))
أنصار المرجع الأستاذ الصرخي
نعم إن التاريخ الإنساني على وجه الأرض لم يعرف عظيم من العظماء ولا زعيم من الزعماء ولا مصلحا من المصلحين استوعب في صفاته الذاتية والعقلية والنفسية والخلقية والدينية والروحية والاجتماعية ما استوعبه شخصية النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم)، وما اختصه الله به من الكمالات التي تشرق في كل جانب من جوانبها وتضيء في كل لمحة من لمحاتها
|