السؤال الخطير هو : هل يمكن أن تضع الدولة الجزائرية كل ترسانتها العسكرية وهي بالملايير من الدولارات تحت تصرف مرتزقة البوليساريو ؟ الجواب السريع هو : لا... وألف لا ... لايمكن للدولة الجزائرية أن تضع كل ، وأعيد ( كل ) ترسانتها العسكرية وهي بالملايير من الدولارات تحت تصرف ولتذهب كل تلك الترسانة هباءاً منثوراً من أجل عيون مرتزقة البوليساريو....
طرحت على نفسي هذا السؤال حينما قرأت موضوعا بعنوان " تقريرأمريكي: الجزائرتسلمت ماقيمته 11 ملياردولارمن الأسلحة ما بين 2007 الى 2015 أغلبها من روسيا ".. وفي نفس الوقت أجد كل مواقع جبهة البوليساريو مقالات تهدد بالحرب ضد المغرب وتنشر زيارات ابراهيم الرخيص قائدهم الأعلى لدمار وخراب الجزائر والمنطقة برمتها ، ويكرر تهديداته بالعودة إلى حمل السلاح إذا لم يتحقق شرط " استقلال الصحراء الغربية المغربية " ... أظن والله أعلم أن سؤالي عن إمكانية أن تضع الدولة الجزائرية ( تلاحظون أنني لا أستعمل في مثل هذا السياق تعبير " حكام الجزائر " ولا تعبير " العسكر الحاكم " ولا تعبير " النظام الجزائري " بل أستعمل تعبير " الدولة الجزائرية " بمعنى أن هذا الحدث هو حدثٌ سيَّاقُهُ هو دولة بنظامها وشعبها وكل مكوناتها الاجتماعية وأطيافها السياسية والدينية والعرقية ) لأن سياق هذا الكلام ليس للعب والحركات البهلوانية بل إنَّ مِنْ وراء هذا الكلام إما منتهى الخراب والدمار ستتحمل مسؤوليته الدولة الجزائرية منذ أنشئت في 05 جويلية 1962 إلى اليوم ، أو سيكون من ورائه منتهى السلم والسكينة لشعوب المنطقة المغاربية .. فهل ستدفع الدولة الجزائرية نفسها بنفسها إلى تدمير ذاتها في حرب مع المغرب ؟ العقلاء من الجانبين يتفاديان ويتجنبان خوض هذه الحرب والسفهاء من الجانبين يدفعان لها وهم من الذين عميت بصائرهم ، لكن ، ووراء كل كلام منطقي لا بد من " لكن " ... لكن لماذا نتمسك بالبوليساريو أولا ، ونطلق له العنان بكل سفاهة أن يهدد المغرب بالحرب بين الفينة والأخرى ثانيا ؟ أليست أسلحته من أسلحتنا التي قدر ثمنها التقرير العسكري لمصلحة الأبحاث التابعة للكونغرس الأمريكي المذكور سابقا ، قدرها بـ 11 مليار دولار ما بين 2007 و 2015 ؟ أم أن كل ذلك مجرد ( خرطي في خرطي ) موجه لبؤساء مخيمات العار بتندوف ؟
هل يساهم نشر عداء الدولة الجزائرية للمغرب في دعم البنية العسكرية الفاشستية للنظام الجزائري ؟
ألا يستطيع الشعب الجزائري كجزء من بنية الدولة الجزائرية أن ينتبه إلى الأخطار المحدقة بالبلاد إذا التجأ سفهاء البوليساريو بدافع من السفهاء من حكام الجزائر ، إذا التجؤوا إلى الحرب مع المغرب ؟ إن استسلام الشعب الجزائري لدعوات العداء المجاني للمغرب دولة وشعبا هو بمثابة الحطب الذي سيشعل نار الحرب بيننا وبين أشقائنا المغاربة ، ومن المؤكد أن النفخ في نار العداوة الجزائرية المغربية تدفع عسكرالجزائر إلى المزيد من شراء السلاح بدعوى " الخطر الخارجي " الذي يهدد الدولة الجزائرية بكاملها ....
تعالوا معي نفكر بهدوء : ونبدأ بالسُّعَار الإعلامي لمواسير الصرف الصحي التي تنشر الكراهية والعداوة بين الشعبين الجزائري والمغربي والتي كانت قِمَّتَهَا – إن كنتم تتذكرون –ما كانت تبثه البالوعات اللقيطة لنشر الأكاذيب وعلى رأسها نوميديا نيوز والشروق واليتيمتان من خزعبلات وخاصة التفاهات العفنة للمدعو سامر رياض الرئيس ممثل الأمم المتحدة في كوكب المريخ ، تلك التفاهات التي يتقزز منها ومن سخافتها حتى أولئك الذين وضعوه رئيسا لتلك البالوعة العفنة ، فمن خرجاته ضد المغرب نذكر مثلا : ( انتشار الجوع في المغرب - الحلف الفرنكو صهيو مغربي لاحتلال مالي – حتمية استقلال الصحراء الغربية ...الخ ) مما جعل السخفاء الذين اخترعوا هذا المخلوق في مختبر المخابرات الجزائرية الغبية أن تزيحه لأن ما كان يقول عن المغرب والمغاربة مثير للغثيان ، بل مثير للشفقة على الذين ينفقون أموال الشعب الجزائري على مثل تلك البالوعات ( كان ذلك ما بين 2014 و2015 ) أي في زمن البحبوحة المالية ... والهدف هو رفع درجة العداوة ضد المغرب فقط .
بعد البدء بخزعبلات ما تنشره بالوعات الصرف الصحي للإعلام الجزائري يبدو واضحا الآن أن كل تلك الحملة ضد المغرب كانت تعطي للنظام الجزائري الجاثم على صدر الشعب الجزائري ، تعطيه المبرر لاقتناء المزيد من الأسلحة وكما يدعي لدرء خطر العدو الخارجي والمختزل ( ببلادة ) في المملكة المغربية التي من حقها أن تدافع عن مصالحها الاستراتيجية باسترجاع جزء من ترابها كان مستعمرا من طرف الإسبان ، لكن المزيد من اقتناء السلاح بسبب المبالغة في نشر العداوة ضد المغرب لا يمكن أن يكون وحده سببا حتميا لإعلان الجزائر الحرب على المغرب ، لأنه كما للسلم قواعد فللحرب قواعد ، فلا يَفْرَحَنَّ مرتزقة البوليساريو بارتفاع درجة العداوة بين الجزائر والمغرب بكونها ستكون سببا حتميا في دخول الجيش الجزائري بكل عتاده في حرب بجانب البوليساريو ضد المغرب ، فهذا – في اعتقادي – سيكون أكبر حماقات حكام الجزائر عسكريين وكراكيز الحكومة المدنية .
عود على بدء :
بعد هذا الطرح المنطقي – في نظري – يبقى نشر العداوة بين الجزائر والمغرب من طرف بالوعات الإعلام الجزائري واقتناء المزيد من الأسلحة بملايير الدولارات كمبرر لردع هذا العدو الخارجي ( المغرب ) كل ذلك يدخل في باب ضمان استمرار دعم بنية نظام الدولة الجزائرية العسكرية الفاشستية الجاثمة على صدر الشعب الجزائري ، وتبقى تلك الأسلحة دائما موجهة لصدور الشعب الجزائري لأن بنية النظام الحاكم هو ضمان استمرار وجوده كما هو إلى الأبد ، فلا تنمية اجتماعية واقتصادية تفيد الشعب الجزائري حتى ولو بلغ سعر برميل النفط 200 دولار لأن ما فات لن يعود... وأي شيء فات نظام الجزائر ؟ لقد فاتهم قطار الزمان الذي لن يعود أبدا ، وقد التصقت بهم عوامل التخلف الأبدي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أو أن تقوم ثورة شعبية سلمية في عموم التراب الجزائري لاجتثاث جذور نظام الدولة الجزائرية العسكرية الفاشستية ..
أما شردمة البوليساريو فنصيبها من كل ذلك فقط تلك الخردة التي تبقى من فضلات الأسلحة الجزائرية المهترئة ، تعيد صباغتها لتتباهى بها على ساكنة مخيمات الذل والعار بتندوف وبأنها سَتُبِيدُ الجيش المغربي بتلك الخردة المهترئة التي تسلمها من كابرانات فرانسا ، ومن نصيبها أيضا تلك الخطب الحربية البالية التي فقدت قدرتها على تجييش الهاموشوذباب المنطقة ....
فأين عقلاء المغاربة الذين غرر بهم بومدين وجماعته وشردوا أهاليهم في فيافي تندوف من الذين أدركوا أن الحركة الانفصالية عن الوطن قد فشلت واستغلها حتى الذين لم يكن يخطر ببال أي أحد من أمثال كريستوفر روس وبان كي مون وغيرهم من رؤساء دول إفريقية ألقت بهم شعوبهم في مزبلة التاريخ ؟..إذن لا ولن تفرحوا بمظاهر العداوة بين الجزائر والمغرب لتكون سببا في إهدار دماء الشعبين الجزائري والمغربي من أجل عصابة خائنة قذرة وسخة ... فالسلاح الذي تكدسه الجزائر ليس من أجلكم بل من أجل تعميق أوتاد النظام في أرض الجزائر وتخليد التخلف فيها ....
رحم الله مراد ديدوش والعربي بن مهيدي وعميروش آيت حمودة والعقيد لطفي وعلي لابوانت و مصطفى بن بولعيد ومصطفى تشاكر ويوسف زيغود وكل المجاهدين الذين استرخصوا أرواحهم في سبيل الجزائر لأننا لن نستطيع ذكرهم جميعا وبالخصوص القادة البارزين الذين بُنِيَتْ الثورة ومبادئ الثورة على أكثافهم وتركونا للرعاديد يحكموننا ويقتلوننا بما يشترون من السلاح من أجل قتلنا نحن وأهالي و أبناء أولئك الشهداء ...
فما رأي كبار رعاديد الجزائر من أويحيى وعبد القادر مساهل إلى آخر رعديد من الشياتة كبارا وصغارا ؟
سمير كرم