سؤال القرّاء الكرام هو: هل حدث أن عانى الإسلام ورسول الإسلام من الكذب؟ الجواب: نعم؛ حدث ذلك! كيف ذلك يا ترى؟ حدث أنِ ارتدّ عن الإسلام صحابي معروف يدعى [عبد الله بن أبي سَرْح]؛ ولـمّا ذهب إلى الكفّار، وأصبح من جماعتهم، روّج لكذْبة خطيرة، وهي أنه لـمّا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يملي عليه القرآن، فكان [ابن أبي سرْح] يحرّفه، ويغيّر الكلمات عنوة؛ فالقرآن إذن محرَّف.. غضب النبي كثيرا، وأهدر دم [ابن أبي سرْح] لا لِردّته، ولكنْ بسبب كذْبته.. وبعد فترة، ندم الصحابيُ، وعاد للإسلام، ولكنّ رسول الله رفض العفو عنه، لخطورة وجسامة كذْبته؛ وخلال موسم الحج، أتى [عثمان بن عفّان] بصحبة [عبد الله بن أبي سرْح] إلى رسول الله، وصار [عثمان] يتشفّع له، ويقبّل يدي النبي الكريم، ورأسه وكتفيه، ملتمسا العفو، والصفح لِـما صدر من أخيه في الرضاع؛ وبشق الأنفس، عفا عنه رسولُ الله، نزولا عند رغبة [عثمان].. ولـمّا ذهب [عثمانُ] وأخوه في الرضاع، التفتَ النبيُ نحو الصحابة وقال لهم: [ماذا كنتم تنتظرون لتنهالوا عليه بسيوفكم؟] فقالوا: [كنّا ننتظر منك يا رسولَ الله أن تغمز لنا بعينك]؛ فأجاب رسولُ الله صلّى الله عليه وسلم: [ما كان لنبي خائنة الأعين]؛ ومعلوم، أن [عبد الله بن أبي سرْح]، خاض معركةً بحريةً، هي الأولى من نوعها في تاريخ الإسلام، وهي [معركة ذات الصواري] ضد الروم، في البحر المتوسط، وانتصر فيها على عهد خلافة [عثمان]..
وهناك أيضا حادثة كذْبة لا تقل فظاعةً عن الأولى، وهي كذْبة الصحابي الذي كان يلازم النبيَ الكريم، ولا يفارقه، وهو [الرَّحالُ بن عمْرو] وفي مراجعَ أخرى [الرَّجالُ بن عمْرو] والله أعلم باسمه [الرَّحال أمِ الرَّجال]؟ هذا الصحابي أيضا ارتدّ عن الإسلام، والتحق [بمسَيْلمة الكذّاب، وسجَاح] التي ادعت النبوة مثله؛ فصار [الرَّحال] أو [الرَّجال] يروّج لكذْبة مذمومة، يقول فيها إنه سمع من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول إن [مسَيْلمة الكذّاب] نبيٌّ، يشاطره النبوةَ، (وحاشا ذلك)؛ فأمر النبي الكريم الصحابةَ أن يقتلوه حيث ثقفوه؛ ونحن نرى أن الرسول عليه السلام، وفي كلتا الحالتين، كان يغضب للكذْبة لا للرّدة؛ لأن الكذب أشد وطأةً، وفظاعةً من الارتداد عن الدّين..
قال النبي الكريم في حديث صحيح ومسند: [كثرتْ عليّ الكذّابة، وسيكثرون من بعدي] وصدق رسول الله.. فأنتَ إذا نظرتَ في كتب [التراث] لوجدتَها تعجّ بالأكاذيب في حق النبي عليه السلام؛ وهذه الأحاديث المكذوبة، والروايات الموضوعة، هي التي وُظِّفت في إشاعة الفسق، والمنكر، بدءًا بزواج النبي من [عائشة] وهي بنت تسع؛ وبذلك يبيحون لأنفسهم اغتصاب الطفلات بنات الفقراء، لكنّهم يحافظون على فلذات أكبادهم؛ كما يجيزون [زواجَ المتعة] وهو زنا محدود في الزمن، ومدفوع الثمن، بدعوى أنه الحل الأمثل لمشكلة [الرجل المنكاح].. وبهذه الأحاديث المكذوبة، يدفعون بشباب الأمّة للإرهاب، باسم الجهاد؛ فيما يرسلون أبناءَهم للدراسة في الجامعات الغربية، وقد وجدوا في (التراث) أحاديثَ تساعدهم على ذلك مثل: [جئتكم بالذبح.. جعل الله رزقي تحت ظِلّ رُمحي.. اُقتُلوا الأطفال الذين أنبتوا (يعني بلغوا الحلم) لأنهم منهم.. جهاد المرأة، تمتِّع الآخرين.. مضاجعة المرأة الميتة مباح مثله مثل وطْء البهيمة. وطْء البهيمة غير ناقصٍ للحج.. اغتصاب الصَّبية التي لا يوطأ مثلُها غير موجب للحدّ..] وهناك أمور أخرى لا أستطيع ذكْرها ههُنا، وكلها إسرائيليات كاذبة، مدسوسة في التراث، لُفِّقَتْ للنبي الكريم، مثله مثل إخوانه الأنبياء: (فإبراهيم) كذب ثلاث كذبات.. و(داوود) ضاجعَ طفلة لا يتعدّى سنّها ستّ سنوات.. (ولوط) زنا بابنتيْه.. و(نوح) سكر وتعرّى أمام أبنائه، بالإضافة إلى (عيسى) في الكنيسة مع (مريم الـمَجْدَلية)، و(سليمان) الذي رغب بزوجة الراعي فرفضتْه؛ ثم أفيقوا من غيبوبتكم أيها المغفّلون، والسذج، أضحوكة الصهاينة، ومصدّقو أكاذيبهم..
ثم ماذا؟ كذْبة القرن العشرين في الشرق الأوسط، هي (إسرائيل)؛ وكذْبة المغرب العربي هي (الجمهورية الصحراوية) الوهمية؛ وكذْبة المعمور، هي كذْبة (الديموقراطية) التي يضحكون بها على الشعوب، وأوصلتْ [ترامب] إلى الحكم، وهو مجرد نازي جديد، وصل إلى الحكم بالديموقراطية كما فعل قبله [هتلر] ثم كذْبة المغرب، وتتمثّل في [الدعوة إلى الله]، وفي [الإصلاح] الذي يسير بالبلاد نحو الهاوية، ثم كذبات وسائل الإعلام، وافتراءات صحفيين شعراء يقْرضون شعر الكذب بمقابل فقيل فيهم:
وأرى الصحافيين في أقلامهم * وحْيُ السماء وفتنة الشيطان
ولربّما رفعوا الوضيعَ سفاهةً * ولربّما وضعوا رفيع الشان
ولربّما باعوا الضمير بدرهم * ولأجله اتجهوا إلى الأوثان
جيوبهم فيها قلوبهم إذا * مُلئتْ فهُم من شيعة الشيطان
يصوّبون المخطئين تعمّدًا * ومن المصيبة زخرُفُ العنوان.